من الأشياء المختلف في هذه القضية: أن الهنود يزعمون أن السفينة استقرت على جبال الهملايا، والتوراة لا تذكر الهملايا, لكن تقول: إنها استقرت في جبال أرارات؛ وهي جبال أرمينيا، واجتهد الشراح الكتابيون -وهم كثير جداً- في إثبات أن أرارات هي فعلاً الجبل الذي استقرت عليه السفينة من عهد الطوفان، وأيضاً هذا أمر في سياق القصة والعبرة والموعظة والهدى لا يهم أن يكون أي جبل من الجبال؛ لكن عندما نجد أن القرآن الكريم ذكر هذا الجبل، وأن الله سبحانه وتعالى سمّاه الجودي، فمعنى ذلك أيضاً هو تكذيب لمن قال: إنه أرارات أو هملايا.
طبعاً الهملايا غير معقول أبداً ولا حتى أرارات على نظر من يرى أنه عم الأرض؛ لأن الهملايا كما نعلم ترتفع ارتفاعاً هائلاً جداً، فشيء يعم الأرض بهذا الارتفاع الهائل! لماذا يعم الأرض حتى يصل إلى أعلى جبل! غير معقول أبداً بهذا الشكل، وكذلك أرارات، -طبعاً يمكن الهملايا فوق ثمانية آلاف متر، أرارات أو هضبة أرمينيا أيضاً معدل خمسة آلاف متر؛ فهي ثاني منطقة في العالم في الارتفاع مع بعض مناطق أفريقيا و أمريكا الجنوبية هذا لا يمكن أن يكون؛ وإنما بأقل من هذا ممكن أن تغرق الأرض جميعاً من غير حاجة إلى هذا، مع أنه لا دليل عليه.
المقصود: أن هناك اختلافات وهناك أشياء جعلت هذه القضية كما قال مَن قال من المفكرين أو الباحثين أو الذين يدرسون الكتب الدينية دراسة نقدية: إن هذه خرافة مشتركة بين بني البشر.