أيضاً هناك ما يؤكد أن الحضارة اليمنية حضارة موثقة مكتوبة -وهذا نستطيع أن نؤكده؛ لكن لا نريد الإفاضة أكثر مما ينبغي- نقول: مثلاً في كتاب:
تاريخ دمشق -وهو قد حوى كثيراً من الكتب السابقة- كثيراً ما ترد مواضع أنه وجد حجر وقرئ بالمسند وفُك، وكان في أيام بني أمية -وفي غيرهم- مَن يفك رموز هذه الكتابة الموجودة على الحجارة. في أول
سيرة ابن هشام ينقل
ابن هشام عن نسب قضاعة وأنهم يقولون:
نحن بنو الشيخ الهجان الأزهر قضاعة بن مالك بن حمير النسب المعروف غير المنكر في الحجر المنقوش تحت المنبر فهي أيضاً كانت حضارة كتابة, وكانت مكتوبة، وكانت أبجديتها بالفعل هي أقدم وأُولى الأبجديات. كذلك عندما نجد مثلاً الحديث عن الأمم القديمة في أيام
ذي القرنين ومن تبعه، نجد مثلاً من يتحدث -كما فعل
المسعودي وغيره- أن بلاد التبت الغالب عليهم أنهم حمير، عندما يتكلم عن الانتشار الذي حصل لملوك
اليمن القدامى -كما في كتاب
ملوك حمير وأقيال اليمن - الانتشار شرقاً وصل إلى
الصين ويثبتون ذلك, وغرباً وصل إلى غرب
أفريقيا ، وكل هذا العالم كان يُحكم من خلال
اليمن , وكانت قاعدة حكمه هي
اليمن .نجد أنه يقول: إن التبت يغلب عليهم أنهم من حمير, وينقل أبياتاً لـ
دعبل الخزاعي الشاعر المشهور يقول فيها:
هم كتبوا الكتاب بباب مرو وباب الصين كانوا الكاتبينا إلى أن يقول:
وهم غرسوا هناك التبتينا كان هذا معروفاً مشهوراً و
دعبل الخزاعي كما هو معروف في القرن الثاني الهجري؛ أن البلاد هذه فتحت في أيام
اليمن -يعني: ملوك
اليمن القدامى- وأن هؤلاء يرجعون لأصول عربية قديمة. هناك أيضاً بعض الشعوب الأوربية القاطنة في جنوب
أوروبا , وكان لها حضارات في
كريت وفي
صقلية وغيرها، مما أكد أنهم كانوا من العرب القدماء؛ بل إن هناك من يقول: إن اليونان أنفسهم أصلهم من قحطان. أما ما يتعلق بشمال
أرمينيا إلى جبل أرارات فهناك أيضاً حقائق ذكرها اليونان والرومان وغيرهم؛ بأن هذه الشعوب هاجرت من
اليمن -طبعاً الآن لا يتسع الوقت للإفاضة في ذلك- بل إلى القول بأن حتى الأسماء الحضارية وأسماء المدن أنها كلها ذات أصول يمنية عريقة.