المادة    
يقول الشعراني (بيان أن أكبر الأولياء بعد الصحابة رضي الله تعالى عنهم القطب، ثم الأفراد -على خلاف في ذلك- ثم الإمامان، ثم الأوتاد، ثم الأبدال رضي الله تعالى عنهم).
وهذا الكلام يقوله الشعراني في كتاب: اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر ، كما أنه يقول في مقدمة كتابه: (إنه وجد الناس طائفتين: طائفة أهل المعقول، وطائفة أهل الكشف). فأراد في كتابه هذا أن يجمع بين المذهبين: مذهب العقل، ومذهب الكشف، فألف كتاب: اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر ، أي: أكابر القوم، فعقد منه هذا المبحث في بيان أن أكبر الأولياء بعد الصحابة هو القطب، فهو استثنى الصحابة حياءً أو استحياءً حتى لا يقال: إنه أكبر أو أفضل من الصحابة، وإلا فمن الأوصاف التي يقولونها: إنه أعظم من كل الأنبياء والملائكة، بل هذه الأوصاف لا تنطبق إلا على مقام الألوهية، فهي أوصاف لله تبارك وتعالى.
يقول: (ثم الأفراد) على خلاف في ذلك -وبينهم اختلاف وكلها من إملاء ووحي الشياطين- (ثم الإمامان) أي: الأفراد الذين لهم مثل درجة القطب في العلم والمرتبة، لكن القطب لا يكون إلا واحداً، وكأن الإمامان نائبين عن القطب بزعمهم، (ثم الأوتاد) وهم أربعة كما سيذكر، (ثم الأبدال) وهم سبعة، يقول: (فأما القطب فقد ذكر الشيخ في الفتوحات -هذا في الباب الخامس والخمسين ومائتين- أنه لا يتمكن القطب أن يقوم في القطابة إلا بعد أن يحصل معاني الحروف المقطعة التي في أوائل السور، مثل: الم، المص ونحوها، فإذا وقفه الله تعالى على حقائقها ومعانيها تعينت له الخلافة وكان أهلاً لها) وابن عربي ممن ادعى أنه عرفها كلها، ويذكر أشياء مما جرى له ووقع، فتأمل كيف علقوا هذه القطبية أو كونه قطباً على معرفة حقائق الحروف المقطعة في أوائل السور، وهذه ليست تحتها حقائق مجهولة أو غريبة كما يزعمون، وإنما نقول: إنها مما استأثر الله تبارك وتعالى بمرادها وعلمها، أو أنها قد ذكرها الله تعالى وهي من جنس الحروف التي نتكلم بها، وغالباً ما يعقب الله تبارك وتعالى بعد ذكر هذه الحروف بوصف القرآن الكريم، فمثلاً: قال تعالى: (( الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ ))[البقرة:1-2]، وقوله: (( الر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ ))[إبراهيم:1]، وقوله: (( ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ ))[ق:1]، فيعقب بذكر الكتاب وأوصافه؛ ليبين أن كتابه أنزله بلسان عربي مبين من جنس كلامنا وحروفنا، ومع ذلك لا نستطيع أن نأتي به ولو اجتمعت الجن والأنس على أن يأتوا بمثله، لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً، فتكون فيها إعجاز، وفيها تحدي للعالمين أن يأتوا بمثل هذا القرآن المركب من هذه الحروف، إلى غير ذلك من الأقوال التي يذكرها العلماء رضي الله تعالى عنهم في كتب التفسير، ولا علاقة لها بهذه الخيالات الباطلة الفاسدة التي يدعيها هؤلاء، والمهم أن هذا شرط عندهم. ‏
  1. علامة القطب عند الشاذلي

  2. القطب عند ابن عربي

  3. حكم القطب في عالم الباطن كحكم الخليفة في الوجود عند الصوفية

  4. القطبية في الأئمة المجتهدين عند الصوفية

  5. مراد الصوفية بالقطب