المادة    
نقول: إنَّ أركان الطريق عند الصوفية هي أربعة، أو خمسة إذا أضفنا "الشطحات".
الأول: هو الشيخ، وهذا الشيخ -أو المرشد كما يسمُّونه- ركنٌ أساسيٌّ عندهم، ولابد أن يرتبط الإنسان بشيخٍ، بل في كتاب تربية الأولاد الذي ألَّفه الشيخ عبد الله علوان يقول: لابد أن يُربط الطفل بشيخ!! وهذا مِن آثار التصوف، فعنده لابد أن يرتبط به، ولابد أن يسير على نَهجه، وأن يقتدي به، وأن يسلِّم له بالكلية، كما عبَّر عن ذلك أبو حامد الغزالي وغيره: أن يكون عند الشيخ كالميِّت بين يدي الغاسل لا تصرف له على الإطلاق!!
ثم بعد ذلك تكون: الخلوة، والخلوة هي: بعد أن يرتبط بالشيخ يُدخله في خلوة معيَّنةٍ ويُلقِّنُه الأذكار المعينة، وهذه الخلوة ينقطع الواحد منهم فيها عن الجُمَع والجماعات، وعن سائر العبادات، ويردِّد الذِّكر المعيَّن الخاص بالطريقة التي يلقِّنُها إيَّاه الشيخ ويستحضر في قلبه أثناء الذكر، وأثناء تَرداده صورة الشيخ، ويستمر على ذلك حتى يحصل له الفتح! وبعضهم يأتيه فتحُه -كما يقولون- في أيامٍ، وبعضهم في أسابيع، وبعضهم إلى عشرين سنَة، أو أكثر، وهو لم يُفتح عليه، يُردِّد يردِّد ولم يفتح عليه؛ فيقولون: لم يُفتح عليك لأنَّ قلبك لم يتنقَّ، أو ارتباطك بالشيخ ضعيف!
الحاصل: أن عندهم فلسفات طويلة، يعالجون بها هذه الأمور.
ثم إذا حصل الفتح أو الكشف: ينتقل الطالب أو المريد من مرحلة المجاهدات والرياضات إلى مرحلةٍ يسمُّونها "المشاهدات، والكشوفات، والتجليات".
فيحصل له الفتح بأن يُخاطَب -يخاطبُه رجلٌ- أو يرى مناظر غريبة جدّاً، أو يرى أشياء تخاطبه وتكلمه، وهذا الفتح يكون عبارة عن كرامة بالنسبة لهذا المريد، فإذا أعطي هذه الكرامة -كما يسمُّونها- تكون: خوارق حسيَّة، واطِّلاع على المغيبات -كما يعتقدون- برؤية النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والاجتماع به يقظة، وبمخاطبته مباشرة!!
وبالمناسبة أذكر لكم أن هناك كتاباً اسمه المواقف والمخاطبات لـعبد الجبار النسري، وهو من أئمة الصوفية عاش في القرن الخامس، وهو كتاب كبير، أظنه أكثر من خمسمائة صفحة، هذا الكتاب كله مخاطبات، ومواقف، مثل: وقفتُ بين يدي الله الحق فقال لي وخاطبني، وترى هؤلاء يستشهدون بما في هذا الكتاب الذي حققه المستشرقون الذين هم دائماً وراء نشر تراث الصوفية.
المهم: تحصل له هذه المخاطبات، أو هذه المكاشفات، ثم ينتقل بعد ذلك من هذه الكرامات حتى يصير هو شيخاً، ويمكن أن يبقى مرتبطاً بالشيخ الأول.
والدرجة الخامسة بعد الكرامات، والكشوفات هي:
الشطحات: معناها أنه إذا ذَكَر، أو حضر مجلس ذكر، أو حضر أمامه ناسٌ تظهر على لسانه الكلمات الكفرية الشنيعة جدّاً، ويسمُّونها شطحات، ويعبِّرون بها عن عين الجمع - كما يسمُّونه - ومعنى عين الجمع: اتحادهم بالله!! والعياذ بالله، أو الاستغراق، أو السُّكُر، والحُب، والوجد، أو ما يلبِّسون به على النَّاس بأنَّ هذه الكلمات الكفريات سببها هذا الكلام، ثم إن من يبلغ به الحد إلى الشطحات -كما كان الحلاج وأبو يزيد البسطامي وأمثالهما كل كلامهم شطحات كفرية- يعتبرون أنَّ هذا قد بلغ غاية الولاية، عندما يمشي الحلاج في الشارع -مثلاً- ويدَّعي أنَّه هو الله! ويقول: أنا الحق! وما في الجبة إلا الله! ويسمعه الناس.
يقولون: إن هذه الدرجة: الولاية الكبرى، كما يظنُّ النَّاس الملبَّس عليهم، المحجوبون، المغفلون، وأن هؤلاء مِن عِظَم ولايتهم ترقَّوا في مشاهدة الحقَّ! والفناء فيه، والجمع معه، والالتصاق به، حتى أصبحوا بهذه الدرجة.
هذا الأمر يجعلنا نستعرض بعض كلام لـأبي حامد الغزالي، وأنا تعمدت اختيار الغزالي لأنَّه متقدمٌ؛ ولأن كتبه مشهورة، ولأنَّه معروف عند الكثير.
يقول الغزالي في مجموعة رسائله [4/25]:
''أول مبادئ السالك: أن يكثر الذكرَ بقلبه، ولسانه بقوة، حتى يسري الذكر في أعضائه، وعروقه، وينتقل الذكر إلى قلبه، فحينئذٍ يسكت لسانه، ويبقى قلبه ذاكراً يقول: "الله، الله" باطناً مع عدم رؤيته لذكره، ثم يسكن قلبه، ويبقى ملاحظاً لمطلوبه، مستغرقاً به، معكوفاً عليه، مشغوفاً إليه، مشاهداً له''.
هذه هي درجة المشاهدة، يذكر الله -كما يزعمون- حتى يصل إلى مرحلة المشاهدة، ولا تعجبوا مِن قوله: "يسكت حتى عن الذكر باللسان"، ثم حتى عن الذكر بالقلب؛ لأنَّ الغزالي في الإحياء، يقول: '' لا ينبغي للمريد في أثناء الخلوة أن يُشغل نفسه، لا بتفكيرٍ، ولا بحديثٍ - يذكر ذلك عن الصوفية لا عن نفسه فقط - ولا بقرآنٍ، ولا بعلمٍ، بل يتفرغ للذكر، فقط "الله، الله " أو: "هو، هو" باللسان، والقلب، والأعضاء، ثم يترك اللسان إلى القلب، ثم يترك القلب فيصل إلى المشاهدة ''.
ونتابع كلامه عن المشاهدة يقول: ''ثم يغيب عن نفسه لمشاهدته، ثم يفنى عن كليَّته بكليَّته حتى كأنَّه في حضرة ((لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ))[غافر:16]، فحينئذٍ يتجلَّى الحقُّ على قلبه، فيضطرب عند ذلك، ويندهش، ويغلب عليه السُّكُر، وحالة الحضور، والإجلال، والتعظيم، فلا يبقى فيه متَّسعٌ لغير مطلوبه الأعظم- كما قيل: فلا حاجة لأهل الحضور إلى غير شهود عيانه! وقيل في قوله تعالى : ((وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ))[البروج:3]- انظروا تفسير الباطنية- قيل: الشاهد: هو الله، والمشهود: هو عكس جمال الحضرة الطلبية فهو الشاهد والمشهود يعني: الله تعالى''.
ثم يقول عن كيفية السير إلى الطريق، أو كيف يبذل الجهد اليسير؟ يقول: ''هناك أنواع:
الأول: تقليل الغذاء بالتدريج، فإنَّ مَددَ الوجود، والنَّفس، والشيطان من الغذاء؛ فإذا قلَّ الغذاء: قلَّ سلطانه''.
أقول: وهذا هو الذي يستعمله سحرة الهند وهي التي تنقلهم إلى مرحلة "المانخوليا"، فإنَّ أيَّ إنسانٍ يجوع لأيامٍ طويلةٍ يُهلوس، ويهوِّس، ويرى مثل هذه الأشياء؛ لكنهم يعتقدون أنها كشوفات إلهيَّة، وتجليات ربانيَّة، والعياذ بالله.
''الثاني: ترك الاختيار، وإفناؤه -أي: يفني نفسه، وينسى نفسه- في اختيار شيخ مأمون ليختار له ما يصلحه فإنَّه - أي: المريد - مثل الطفل، والصبي الذي لم يبلغ مبلغ الرجال، أو السفيه المبذِّر، وكل هؤلاء لابد لهم مِن وصيٍّ، أو وليٍّ، أو قاضٍ، أو سلطان يتولى أمرهم''.
أقول: المريد يكون بمثل هذه الحالة، ولذلك قلت: إن الإنسان يخلع عقله، ويخلع علمه، ويخلع كلَّ شيءٍ عندما يريد أن يدخل إلى عالم الصوفية، يسلِّم كلَّ شيءٍ للشيخ، ولا يعترض عليه بأي شيءٍ.
''الطريق الثالث: يقول من الطرق: طريقة الجنيد قدَّس الله روحه، وهو خلال شرائط: دوام الوضوء، ودوام الصوم، ودوام السكوت، ودوام الخلوة، ودوام الذكر وهو قول: لا إله إلا الله، ودوام ربط القلب بالشيخ، واستفادة علم الواقعات منه بفناء تصرفه في تصرف الشيخ، ودوام نفي الخواطر، ودوام ترك الاعتراض على الله تعالى في كل ما يرد منه عليه ضراً كان أو نفعاً".
أقول: هذه هي الجبرية المطلقة، والاستكانة المطلقة، ويقول:
"الآن أصبحت منفعلاً لما تختاره            مني ففعلي كله طاعات
يجلس وما يتصرف فيه الله فهو الفعل، وهو الطاعة ''.
وكما قلنا هذا في حال الخلوة، وقد ترك الجمعة، والجماعة، والعبادات.
إلى أن يقول:
'' وترك السؤال عنه مِن جنة، أو تعوذ من نار''.
أقول: معنى هذا أنه يُحذِّر في هذه الحالة أن يسأل الله الجنة، أو يتعوذ به من النار، وانظروا إلى هذا الربط بما ذكره محمد علوي مالكي في كلامه ونقولاته السابقة، وما ذكرناه هناك من أنَّهم لا يسألون الله الجنة، ولا يستعيذون به من النار، ويعتبرون أنهم لو سألوا الله الجنة في تلك اللحظة، والاستعاذة به من النار: تفرق جمعيته - يعني: تشتت قلبه - ولا يمكن أن يعود إلا بأن يبدأ الخلوة مِن أولها، ويبدأ الأذكار من أولها حتى يجتمع قلبه على المحبوب وحده فقط، فلا ينظر إلى جنَّة، ولا إلى نار، ولا لأيِّ شيءٍ كان.
وإلى هنا هذا هو مقام المشاهدة.
يُحذِّرنا الغزالي يقول: إن الإنسان عندما ينتقل من مقام المشاهدة إلى مقام المكاشفة تبدأ الصور تظهر أمامه فيقول له: كيف تفرق بين الصورة؟ كيف تعرف حقائقها؟
يقول: ''والفرق بين الوجودي والنفسي والشيطاني في مقام المشاهدة أن الوجود شديد الظلمة في الأول - يعني: ترى الشيء مظلماً جدّاً - فإذا صفا قليلاً تشكَّل قُدَّامك بشكل الغيم الأسود، فإذا كان هذا المتشكِّلُ عرشَ الشيطان كان أحمر، فإذا صلح وفنيت الحظوظ منه، وبقي الحقوق صفا وابيضَّ مثل المزن وهذا هو الوجود.
والنفس إذا بدَت فلونها لون السماء، وهي الزرقة، ولها لَذَعان كلذعان الماء من أصل الينبوع؛ فإذا كانت عرشَ الشيطان - أي: النفْس -: فكأنها عينٌ مِن ظلمةٍ ونارٍ، ويكون لذعها أقل، فإنَّ الشيطان لا خير فيه، وفيضان النَّفس عن الوجود، وتربيته منها، فإن صفَت وزكت: أفاضت عليه الخير وما نبت منه، وإن أفاضت عليه الشر: فكذلك ينبت منه الشر''.
أقول: عرفنا الوجود، وعرفنا النفس، فكيف نعرف الشيطان؟
ومن يريدها في الخلوة في حالة الانتقال من مقام المشاهدة إلى مقام المكاشفة كيف يرى الشيطان ويعرفه؟
يقول: ''الشيطان نار غير صافية، ممتزجة بظلمات الكفر، في هيئة عظيمة، وقد يتشكل قُدَّامك كأنَّه زنجي طويل ذو هيبة يسعى كأنه يطلب الدخول فيك، فإذا طلبت منه الانفكاك فقل في قلبك: يا غياث المستغيثين أغثنا؛ فإنه يفر عنك'' .
في هذه المرحلة -أي التخلص مِن النفس، ومِن الوجود- يلتحم بالوجود الكلي -المطلق عندهم- ومن الشيطان الذي يأتيه -كما يقول- في صورة زنجي أسود طويل يريد أن يدخل فيه.
هذه المرحلة -مقام المشاهدة- تعرض للمريدين، ويرون هذه الصور، ويرون هذه الخيالات، وما هي إلا بعض مِن خرافاتهم، ثم ينتقلوا مِن مقام المشاهدة إلى مقام المكاشفة، والتي بعدها يروْن الرسولَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويرون الله، ويروْن الحقائق كلها، لكن -على كل حال- مَن لم يمر بهذا الشيء: فلا يمكن أن يحصل له ذلك.
والآن ننتقل إلى الطريق الأخير عندهم وهو الشطحات:
عندما ينتقل الإنسان إلى مقام المكاشفة، أو يتعمق في الكرامات والكشوفات: يصل إلى درجة الشطحات.
يقول الغزالي في الإحياء [2/19]: ''العارفون بعد العروج إلى سماء الحقيقة اتفقوا على أنهم لم يروا في الوجود إلا الواحد الحق - يعني: الله فقط! ليس في الوجود إلا هو - لكنَّ منهم من كان له هذه الحالة عرفاناً علميّاً، ومنهم من صار له ذوقاً وحالاً وانتفت عنهم الكثرة بالكلية، واستغرقوا بالفردانية المحضة، واستهوت فيها عقولهم؛ فصاروا كالمبهوتين فيه، ولم يبقَ فيهم متسعٌ لذكر غير الله، ولا لذكر أنفسهم أيضاً فلم يبق عندهم إلا الله؛ فسكِروا سكراً وقع دونه سلطان عقولهم، فقال بعضهم: أنا الحق -كـالحلاج- وقال الآخر: سبحاني ما أعظم شأني -كـأبي يزيد البسطامي مثلاً- وقال الآخر: ما في الجبة إلا الله، وكلام العشاق في حال السُّكر يُطوى ولا يحكى، فلما خفَّ عنهم سكرهم، وردوا إلى سلطان العقل الذي هو ميزان الله في أرضه: عرفوا أن ذلك لم يكن حقيقة الاتحاد، بل يشبه الاتحاد'' اهـ.
أقول: نحن نقرأ أن بعض الصوفية يقول: إن الحلاج استحق القتل! لماذا؟ يقول: لأنه باح بالسرِّ قبل أن يصل إلى الدرجة العليا، مع العلم أن الحلاج لم يصل إلى حقيقة الاتحاد عندهم! بل رأى عوارض، وبوارق كما يسمونها، فقال: أنا الحق، فهو يستحق القتل في نظرهم لا لزندقته، ولا لدعوى أنه هو الحق؛ لكن يقولون: لأنه لم يصل بعدُ، صرَّح وباح بالسر قبل أن يصل بعد، والغزالي يقول: هؤلاء لم تحصل لهم حقيقة الاتحاد بل هذا يشبه الاتحاد.
ونتابع كلامه، يقول: ''مثل قول العاشق في حال فرض العشق.
أنا مَن أهوى ومَن أهـوى أنا            نحن روحان حللنا بـدنا
وهذا من نداءات الحلاج؛ فلا يبعد أن يفجأ الإنسان مرآةٌ فينظر فيها، ولم ير المرآة قط، فيظن أن الصورة التي رآها في المرآة هي صورة المرآة متحدة بها''
أي: يشبِّه رؤيتهم لله كإنسانٍ ينظر في مرآة فنسي المرآة، وظن أن الصورة التي رآها أمامه هي عين الشيء المرئي بينما هو في الحقيقة مجرد مرآة، ويقول: إن بعض العارفين لم يصل إلى درجة الاتحاد، ولكن يظن أنَّه وصل إليها؛ وإنما هي كالمرآة.
يقول: أو مَن يرى الخمرة في الزجاج فيظن أن الخمرة لون الزجاج فإذا صار ذلك عنده مألوفاً، ورسخ فيه قدمه واستغرقه فيه فقال:
رق الزجـاج وراقت الخمر            وتشابها فتـشاكل الأمر
فكأنما خمر ولا قَدَح            وكأنـما قدَح ولا خمر
واستشهاد الصوفية بأبيات الخمر، والعشق، والغزل، والنهود، والقدود، والخدود، هذا أمرٌ لا يحتاج إلى تنبيه؛ لأنه دائمٌ عندهم!!
يقول: '' فرقٌ بين أن يقال: الخمر قَدَح، وبين أن يقال: كأنَّه قدح ''.
أي: أنَّه فرق أن يقول: رأى الله، أو كأنه رأى الله وتجلَّى له.
ويقول: ''وهذه الحالة إذا غلبت سمِّيت بالإضافة إلى صاحب الحال: [فناء]، بل [فناء الفناء]؛ لأنه فنيَ عن نفسه، وفني عن فنائه؛ فإنه ليس يشعر بنفسه في تلك الحال، ولا بعد شعوره بنفسه، ولو شعر بعدم شعوره بنفسه؛ لكان قد شعر بنفسه، وتُسمَّى هذه الحال بالإضافة إلى المستغرق فيها بلسان المجاز: [اتحاداً] وبلسان الحقيقة: [توحيدا] '' .
أقول: هذا هو توحيد الصوفية، وهو هذه الحالة "حالة الاستغراق" التي تسمَّى بالإضافة إلى المستغرق فيها بلسان المجاز [اتحاداً] - كما يقول الغزالي: إنَّه مجاز فقط - وبلسان الحقيقة: [توحيداً]، وليس مجازاً.
يقول: ''ووراء هذه الحقائق أيضاً أسرار لا يجوز الخوض فيها '' اهـ.
يقول: إنه ما يزال هناك أسرارٌ، وأمور لا يجوز الخوض فيها، ولا يجوز ذكرها؛ لأنَّه لو ذكرها هو، أو غيره: ربما كان مصيره مصير الحلاج مِن القتل، ومِن الإعدام.
هذا عرضٌ سريعٌ لهذا الكاتب المتقدم -وهو الغزالي- لدرجات، أو أركان الطريق عند الصوفية ابتداء مِن الشيخ، والخلوة، ثم المشاهدات، ثم المكاشفات، وأخيراً الشطحات!! وبعد ذلك يصبح الإنسان عندهم مِن رجال الغيب.