تشخيص القرون الأربعة قبل الميلاد من تاريخ البشرية
أيها الإخوة والأخوات! الحقيقة حتى الآن عرضنا عرضاً موجزاً للمشكلة، ولكن لم نأت بالحلول؛ بل بالواقع أننا فتحنا المجال لإشكالات كثيرة جداً، وهذا مقصود, والحقائق سوف نكتشفها رويداً رويداً، ونمهد لذلك ببعض الممهدات. لا يوجد يقين قاطع في هذه الأمور عند أهل الاكتشافات في الفكر التاريخي اللاديني، وما في التوراة رأينا أنه لا قطع فيها, ويمكن أن نفصل شيئاً من هذا فيما يتعلق بـ التوراة ؛ فمثلاً: كون نوح عليه السلام لم يمت إلا بعد ولادة إبراهيم عليه السلام مشكلة كبيرة جداً.. كيف يكون هذا؟! وغير ذلك من المشكلات التي جاءت؛ لكن نقول: لا يقين هنا ولا يقين هنا. نأتي بعبارة لأحد العلماء المتمكنين في هذا الباب يقول: بالنسبة للألف الأول قبل الميلاد من الممكن أن يكون هناك معرفة قطعية أو معرفة جيدة فيه, تقريباً من فترة داود وسليمان عليهما السلام إلى المسيح عليه السلام هذا شيء معلوم. الألف الثاني فيه نقاط ثابتة يمكن أن ترتبط بها حقائق, يعني: نستنتج منها حقائق أكثر. أما الألف الثالث فكل شيء قابل للاحتمال أصبح أقل. أما إذا انتقلنا للقرن الرابع قبل الميلاد فهو لا يكاد يكون لديهم أي شيء في هذا، لا قطعيات ولا معالم ثابتة يقينية لتحديد هذا التاريخ.فهنا إشكالية أنه ظني, بمعنى: أن نخرج القضية عن قضية القطع, لكن نجد أن طلابنا الآن وأبناءنا ومعلمينا في الكليات والمعاهد في أنحاء العالم الإسلامي؛ يدرسون هذه القضايا على القطع وعلى الجزم، مع أنها لا من ناحية الدين الغربي -ما جاء في التوراة- قطعية، ولا هي قطعية أيضاً حتى من ناحية علم الآثار الذي يعتمدون فيه على المصادر المادية, كالمصكوكات والنقوش والآثار التي وجدوها؛ إذاً: لا قطع في الحقيقة.