التحديد التقريبي في علم الجيولوجيا لبداية وجود الإنسان والحضارة الإنسانية
هناك معلم مهم جداً في علم الجيولوجيا يحدد لنا تحديداً تقريبياً متى وجدت الحضارة الإنسانية, ومتى وجد الإنسان بشكله الحالي -الإنسان العاقل كامل العقل- الذي نستطيع أن نقول: إنه بداية عهد آدم عليه السلام، أقرب مثال لهذا هو: العصر الجليدي؛ أن يكون الإنسان وجد وظهر على هذه الأرض في نهاية العصر الجليدي.بمعنى: أن العلم الحديث هو ظني, كل بحوثه ظنية؛ لكن نستطيع من هذه الفقرة فقط -وسيأتي للموضوع شرح أفضل إن شاء الله وأكثر- نقول: المثال هذا نأخذه الآن هنا نوظفه في هذا السياق وهو: أن انتهاء العصر الجليدي شهد بداية ظهور الحضارة البشرية, وظهور الإنسان العاقل -كما يقولون- كما في وضعه الحالي. ومعنى ذلك: أنه إذا أمكنا تحديد العصر الجليدي بدقة فإنه بإمكاننا أن نعرف الحقيقة.طبعاً ليس بالدقة التي نطلبها نحن؛ حتى التواريخ الموجودة الآن في مصر و العراق الفروق قد تصل إلى مئات السنين، ونقبل نحن هذا التاريخ وله كلام طويل؛ لكن المقصود تقريباً أن نصل إلى حقيقة في هذا الأمر.أحدث النظريات الموجودة الآن أن العصر الجليدي -تقريباً- ما بين عشرة آلاف إلى ثمانية آلاف سنة.نحن سنعتمد هذه النظرية كنظرية تقريبية, وبناء عليها نأتي؛ لأن في القرآن والسنة لم يأت تحديد قطعي، فلا حاجة إلى القطع الكلي، نحن نحتاج فقط أن نعرف هل هناك آماد وأحقاب أطول؟! أم أنها أربعة آلاف سنة قبل الميلاد؟!ثم بعد ذلك نحتاج أن نعرف كيف يمكن أن تكون آماداً طويلة جداً في الفهم أو في الوعي أو في الشعور الإسلامي، مع أنها في الفكر الغربي كانت مدة وجيزة وقصيرة جداً لا تكاد تذكر.