حلول المؤرخين ورجال الدين الغربيين لامتداد سنين النشأة في الكتاب المقدس
عندما اطلع الغربيون المؤرخون والعلماء من رجال الدين وغيرهم على التاريخ الحديث للعالم -التاريخ المصري القديم, وتواريخ الصين , وتواريخ الهند وبعض التواريخ العربية أيضاً- وجدوا أن هناك مشكلة؛ وهي أن هذا التاريخ يمتد آلافاً من السنين وبعضها يمتد -كما سوف نعرض إن شاء الله في لقاء قادم- إلى ملايين السنين! فكيف يكون الحل؟!البعض جاء ببعض الحلول؛ وهي أن نقول: إن ترتيب الأسر الملكية في مصر -أيضاً معمول لها جدول خاص بها- كالثلاثين الأسرة المصرية لم تكن متتابعة, وإنما كانت متجاورة، بحيث إن مجموع سنواتها لا يخرج أبداً عن نطاق (4004) مثلاً.البعض رأى حلاً آخر؛ قال: نحن نلغي النسخة السامرية والعبرية, ونأخذ باليونانية؛ لأنها تعطينا مدى حوالي ألف وخمسمائة سنة؛ فبذلك نجعلها هي الأرجح ونعتمدها؛ لكن هذا لا يطول؛ بل بعد فترة تكون فروقاً هائلة جداً! ومن أجمل الطرائف في هذا الباب أن بعضهم قال: إن التوراة ليست خطاباً علمياً دقيقاً، فهم إذا قالوا: عام كذا يحذفون الكسور، ثم يتجمع لنا من الكسور ما يمكن أن يسد الفجوة.. هذه حلول أرادوا أن يؤولوا بها هذا الاختلاف؛ لكن الخرق اتسع على الراقع، وابتعدت القضية جداً, وصارت بالفعل مشكلة عويصة ومشكلة كبيرة في تاريخ الفكر؛ فكان لا بد من أن تحل هذه المشكلة الخطيرة.