نرجع بعد هذه المقدمات البسيطة إلى صميم الموضوع, وهو موضوع متى نشأت هذه الخليقة البشرية, وكيف أدى ذلك إلى إشكالية فكرية خطيرة جداً أدت إلى انفصام هائل بين العلم وبين الدين في أوروبا ، وكيف أن هذا القرآن الحكيم في بضع آيات قد لا يأبه لها كثير من الناس حلَّ هذا الإشكال بأبسط صورة, وأزال الإشكال ولله الحمد.
على سبيل المثال: في التاريخ الأوروبي الحديث في مطلع عصر التنوير -كما يسمونه في أوروبا القرن الثامن عشر- نشأت معارك فكرية حول قضية القيمة التاريخية للتوراة , وحقيقة أن أول من دعا إلى هذا وبشكل واضح وتبناه هو مجموعة من العلماء المتأثرين بالمسلمين في الأندلس ؛ الذين هاجروا بعد الاضطهاد الكاثوليكي للعلماء اليهود الأندلس وغيرهم إلى أوروبا الغربية.
منهم على سبيل المثال المفكر المشهور سبينوزا الذي هاجر إلى هولندا وغيره من هؤلاء, قرءوا كلام ابن حزم رحمه الله؛ بل بعضهم يقول بصريح العبارة: إن ابن حزم هو أول من نبه إلى قضية الأخطاء التاريخية في الكتاب المقدس.
المقصود: أن هناك تأثيراً من المسلمين في تصحيح هذه النظرة, وإقلاق الكنيسة ورجال الدين حول مدى حجية ومصداقية الكتاب المقدس، أعقب ذلك مشكلة فكرية هائلة جداً كما سوف نرى.
أضف تعليقا
تنويه: يتم نشر التعليقات بعد مراجعتها من قبل إدارة الموقع