أخطر القضايا الفكرية التي تواجه الإنسان في البحث عن الحقيقة وسبب انتشارها
وقضايا الخلاف الفكري -أيها الإخوة- قضايا كثيرة وكبيرة جداً، لا يمكن أن تدخل تحت الحصر؛ لكن أخطر هذه القضايا هي القضايا التي تتعلق بالدين وبالثوابت، والتي تتعلق بالقيم التي هي من الفطرة البشرية, والتي تعلم بصريح العقل, والتي لا يمكن للإنسان أن يعيش إلا وقد آمن بها، وإذا تعكرت أو تلوثت فإن الإنسان يضل ويتيه، كما هو واقع ومشاهد في الحضارة الغربية المعاصرة, كما عبر وزير الثقافة الفرنسي، فقال: هي أول حضارة في التاريخ بلا معنى, أي: لا تعرف معنى وجودها. ولعل هذا الموضوع إن شاء الله نفيض فيه في لقاءات أخرى.
المقصود: أن هناك فعلاً مشكلة خطيرة جداً يعيشها الإنسان المعاصر، والحضارة المعاصرة، وهذه المشكلة الخطيرة هي نتيجة اختلاط مصادر المعرفة، ومن ذلك مثلاً: أن الكتب الدينية التي يعرفها الإنسان الغربي فقدت مرجعيتها ومصداقيتها في نظره، والعلم البشري لا يتوصل بذاته إلى الحقيقة! فهنا تاهت البشرية وضلت، فلذلك يجب على العلماء والمفكرين أن يحلوا هذه المشكلات للعالم البشري في جميع الفروع ما أمكن؛ بما آتانا الله سبحانه وتعالى به نحن أمة الإسلام من الوحي المحفوظ المعصوم الذي نحن نؤمن به إيماناً قطعياً يقيناً والحمد لله؛ لكن نريد أن ننقل هذا الإيمان والعلم وهذه المعرفة إلى الآخرين؛ وعندما ننقلها فإن الواجب أن ننقلها لهم بقدر الإمكان؛ بما يحلُّ مشكلاتهم، وبما يناسب عقولهم وتفكيرهم في الأسلوب؛ لأن كثيراً من القضايا لدينا يقينيات, ولكنها عندهم غير معلومة على الإطلاق! بمعنى آخر: لا بد أن نعرف واقعهم، وبناء عليه نقدم لهم هذا الدين، وهذه المصادر المعرفية الحقيقية.