نبذة من سيرة إبراهيم عليه السلام والحديث عن أرض الميعاد في الوحي المحرف
إذاً نرجع فنقول: كيف عرض الكتاب المحرف لسيرة الخليل بعد أن عرض لنسبه؟! في سفر التكوين الفقرات من سبعة وعشرين إلى تسعة وعشرين عن النسب وعن الولادة والنشأة، ثم في فقرة ثلاثين ذكر أنه تزوج سارة وأنها كانت عاقراً! وهنا لاحظوا المسافة الكبيرة جداً بين أنه ولد وبسرعة يذكرون أنه تزوج واسمها كان ساراي -الاسم الأول لها- ثم كيف انتقل إلى أنها كانت عاقراً, ثم انتقل بعد ذلك من واحد وثلاثين إلى اثنين وثلاثين إلى هجرة وخروج إبراهيم عليه السلام مع لوط من أرض الكلدان إلى أرض كنعان! وهنا فرق هائل كبير جداً ما بينه وبين القصة القرآنية التي سوف نأتي على إيضاحها إن شاء الله تبارك وتعالى.المقصود: أنه بعد ذلك في أرض كنعان مباشرة يأتي وعد الله لإبراهيم بأن يرزقه الذرية, ويبارك اسمه، ويعطيه هذه الأرض التي وعده بها.إذاً: ما الذي نلحظه؟ وما الذي يمكن أن نستنتجه من هذا؟نستنتج أن كاتب التكوين منذ أن بدأ بذكر سيرة إبراهيم عليه السلام نجد أنه انتقل مباشرة إلى الوعد وإلى أرض الميعاد, وإلى إثبات أحقية اليهود وأحقية بني إسرائيل فيها، كأن هذا هو الذي يهمه؛ بل حقيقة هذا هو الذي يهمه, وهذا الذي من أجله كتب السفر, فأخذ من سيرة إبراهيم عليه السلام ما يريد أن يأخذ, واختار بالذات هذه المواضع منها.