نشير فقط هنا في خاتمة هذا اللقاء إلى ظاهرة أشيعت وتُحدث عنها؛ وهي ما يتعلق بأن
التوراة نزلت في
اليمن ! من أين جاءت هذه الإشكالية؟!جاءت لأنهم وجدوا أن الأسماء الموجودة في
التوراة تتشابه كثيراً مع الأسماء اليمنية؛ فجاء مثل
كمال الصليبي وغيره وقالوا: إن
التوراة نزلت في
اليمن !الموضوع يطول شرحه؛ لكن نوجزه ببساطة؛ وهو القول الذي يؤكده التاريخ الإسلامي وهو: أن الأسماء اليمنية كانت تنقل من
اليمن إلى بلاد
الشام وإلى غيرها؛ فأهل
اليمن عندما نزلوا إلى
الشام سموا المدن بالأسماء اليمنية، فيوجد
صنعاء في
الشام كما أنه يوجد
صنعاء في
اليمن ، عندما انتقل أهل
نجران من
نجران إلى
الكوفة سموها النجرانية، وهكذا حتى بلاد
الأندلس فيها هذه الأسماء التي كان الناس عندما يهاجرون إلى بلد يسمونه بأسماء بلادهم الأصلية.فكل ما تثبته هذه الافتراضات إن صحت هي: أن المهاجرين والهجرات اليمنية كثيرة ومشهورة عندما هاجروا إلى هذه البلاد سموا هذه البلاد وهذه المدن بأسماء مدنهم الأصلية، أو هناك شيء من التشابه, فعندئذٍ لا يكون هناك أي دليل على أن
التوراة نزلت أصلاً في
اليمن ، ولا يترتب على ذلك أي إشكال تاريخي.لعل وقت الحلقة انتهى، وإن شاء الله تعالى نكمل في حلقات قادمة مثل هذه القضايا.ونسأل الله تبارك وتعالى أن ينفعنا وإياكم بما نسمع وما نقول؛ إنه سميع مجيب.