المادة    
وأما النصارى، فقد أرسل الله سبحانه وتعالى إليهم عيسى عليه السلام، بعد أن حرفت التوراة بتحريفات كثيرة جداً، وأول ما تعرضت له كما يعترفون ويصرحون: أنها ضاعت وفقدت، وقد ذكروا في نفس التوراة أن كتاب الرب قد فُقد، وحصل ذلك لما أرسل الله سبحانه وتعالى عليهم كما قال: (( عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ))[الإسراء:5]، وهؤلاء العباد هم الفرس (بختنصر)، فبذنوب اليهود سلط الله عليهم عدوهم فأخذوهم وسبوهم، وكان السبي المعروف في تاريخ اليهود بالسبي البابلي، هو سبي اليهود إلى بابل، وهي بلاد فارس في ذلك الزمن، وأُخذ كبراؤهم وقادتهم ووضعوا عند ملك الفرس، ودمرت مدن اليهود، فضاع كتاب الرب ؛ لكنهم قالوا: إن عزيراً تلقاه، وإن الكهنة جمعوه، فعاد الكتاب وعادت التوراة مرة ثانية، ولكنهم لما ذهبوا إلى بابل قاموا بشرحه، فجاء اليهود في بابل بشرح، وجاء يهود فلسطين بشرح آخر، فأصبح عندهم ما يسمى: بالتلمود، ويوجد عدة تلمودان: تلمود فلسطين، وتلمود بابل، وكل منهما غُيِّر وبُدّل.
ولو أن الأمر اقتصر على ما في التوراة لكان الشر أهون، لكن المصيبة أنهم جاءوا في التلمود بأغرب وأعجب مما حرفوه في التوراة، فما عجزوا عن تحريفه في نصوص التوراة أضافوه في التلمود، ومن ذلك قولهم: إن الله سبحانه وتعالى -تعالى الله عما يصفون- يجلس وأحبار اليهود عن يمينه وعن شماله، ولا يقضي أمراً إلا ويستشيرهم فيه!! وهذا الكلام مكتوب في التلمود، وغيره كثير..
وكلام الرافضة في أصول الكافي أو في غيره عن أئمتهم وعن مقامهم عند الله، وأن الله تعالى يستشيرهم كل يوم، وأنه لا يقضي أمراً إلا بهم.. هذا الكلام بعينه قالته اليهود وكتبوه في التلمود منذ آلاف السنين، فقد أخذت الروافض هذا المعتقد من اليهود، فجعله اليهود لأحبارهم وجعلته الرافضة لأئمتهم، فقالوا عنهم: إنهم يعلمون الغيب، ويعلمون ما كان وما سيكون، وإنهم يدبرون الأمر، وإن الله تعالى يستشيرهم ...إلخ.
وفي التلمود كتب اليهود وقرروا أنهم شعب الله المختار، وأن من عداهم حمير خلقهم الله على هيئة الشعب المختار في الشكل حتى يستطيعوا أن يستخدموهم؛ لأن الحمير التي تمشي على أربع لا تخدم اليهود خدمة متكاملة؛ لأنها عجماء بكماء، فخلق الله إكراماً لشعبه المختار -كما يزعمون- حميراً على شكل الشعب المختار، وهم أبناء الشعوب السبعة الملعونة كما يسمونها، فالشعوب السبعة الملعونة خدم وعبيد للشعب المختار (اليهود)؛ ولذلك قالوا كما ذكر الله عنهم: (( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ)[آل عمران:75]، فقد قالوا: إن مال الأُمِّيين حلال، والزنا في الأميين حلال، وقتل الأميين حلال، فلا يأثم اليهود بشيء من ذلك!!
وبعض الأحبار فيه شيء من الإنسانية، فقد قال: لا يجوز الزنا بالأمية إلا بشرط أن يزيد عمرها عن ثلاث سنوات ولو بيوم واحد!! ويقولون في التلمود: إذا وقع أمي في حفرة فأنقذه يهودي فهو آثم، ولكن عليك إذا رأيت الأمي وقع في حفرة أن تلقي عليه حجراً كبيراً حتى يموت.
وهناك تعليمات للحرب في التلمود وبعضها مذكور في التوراة: إذا غزوتم أو دخلتم بلداً للأميين، فأحرقوا كل شيء حتى النساء والعجائز والأطفال، وحتى النباتات، وحتى الحيوان. هذه تعليمات في التلمود، ومنها تنطلق إسرائيل.
ومن لم يكن يهودياً فهو ماسوني، والماسونية: هي التنظيم السري الذي جعله اليهود في الأميين، ليسخرهم للعمل لصالح اليهود بشكل أفضل، والماسونية -كما يقولون- أصلها العامل أو البنَّاء، ومعنى (فري ماسون): البناءون الأحرار، وأول ما وجدوا عند الهيكل الذي يبكي عليه اليهود ويزعمون أنه هيكل سليمان عليه السلام، ولما دخلوا القدس سلم لهم الاشتراكيون والتقدميون الطائرات بمطاراتها، وسلموا لهم الدبابات، وسلموا لهم كل شيء على طول الطريق حتى دخلوا قناة السويس والجولان والقدس، فلما دخلوا اجتمع الأحبار الكبار وظلوا يبكون عند حائط المبكى، ويعتبرون هذا يوم نصر وإعادة لمجد داود وسليمان كما يزعمون، والذين بنوا ذلك يسمون: البنائين الأحرار، فبدأ التنظيم من ذلك الزمن، (تنظيم البنائين الأحرار) وهو الماسونية، وانتشرت في العالم كله، ومنها ما يسمى نوادي الروتاري ونوادي اللينوز، ومنها نوادي للسيدات والمراهقين، والمراهقات، ونوادي للكبار.
والماسونية: منها ماسونية عامة، وماسونية خاصة، وهي التي يسمونها: الماسونية الملوكية، وهي التي تكون للرؤساء والقادة في العالم كله، ومعظم دول العالم الآن يوجد فيها جميع أنواع الأندية الماسونية، ما عدا دولاً معينة لا توجد فيها هذه الأندية بشكل مسموح به، ولكنهم يحاولون أن يدخلوها إلى كل بلد، وهي كلها تخدم أهداف اليهود (شعب الله المختار).
إذاً: التوراة والتلمود حُرفا تحريفاً عجيباً، ومن أعظم ذلك التحريف ما يتعلق بأن الآلهة أو المعبودات ليست إلا أحبار اليهود، وقادتهم وزعماءهم.