ترتيب الأولياء بحسب السبق للإسلام
ويمكن أن نقسم الأولياء أو الفضل أيضاً قسمين، فنجعل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا تسبوا أصحابي ) هذا القول قاله النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه، المقصود بقوله: (أصحابي) هم السابقون الأولون الذين قاتلوا وأنفقوا من قبل الفتح، الذي هو فتح أو صلح الحديبية .فيمكن أن نجعلهم طبقتين: الطبقة الأولى: الذين قاتلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنفقوا من قبل الفتح.الطبقة الثانية: الذين أسلموا بعد الفتح، ولا يستوي هؤلاء وهؤلاء كما بين الله تبارك وتعالى في آية الحديد.الصحابة أنفسهم درجات أو طبقات في الولاية ومن بعدهم أفضل الناس هم التابعون، كما قال صلى الله عليه وسلم: ( خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم ) فهذا دليل على أن التابعين هم أفضل الناس بعد الصحابة رضي الله تعالى عنهم، وكما قال الله عز وجل: (( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ ))[التوبة:100] فهم بعدهم، وهم الذين يلونهم في الفضل، فهم إذاً يلونهم في قوة الإيمان، فهم يلونهم في الولاية.إذاً: لا يمكن أن يكون ولي من التابعين أفضل من أحد الصحابة، هذه حقائق واضحة، لكن لها أهمية لأننا عندما نناقش ما قاله الصوفية ، نجد أنهم خرجوا عن هذا خروجاً عظيماً، فمهما بلغ التابعي في العبادة واجتهد فيها، وكان من العلم والفضل والخير والجهاد والصلاح والتقوى والاستقامة، وبلغ ما بلغ من الولاية، فلا يمكن أن يكون أفضل ممن صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالصحابة لهم فضل الصحبة الذي لا يعادله أي فضل.فلا يصح ولا يمكن أن يأتي أحد فيزعم أن من التابعين -فضلاً عمن بعدهم- من يمكن أن يكون ولياً لله، فضلاً عن أن يأتوا ويقولوا: إن خاتم الأولياء هو رجل يأتي في آخر الزمان، في القرن السادس أو العاشر أو الثاني عشر إلى آخر ما ادعوا وافتروا في هذا.إذاً: هذا هو الترتيب بالنسبة لـأهل السنة والجماعة وهو واضح بحسب الفضل والقرون.