يقول: (فهذا إذا اتقى الله ما استطاع كان هذا حاله؛ لأن الله يقول: (( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ))[التغابن:16]، وهذا تفسير قوله تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ))[آل عمران:102]، قال ابن مسعود وغيره: [ (حَقَّ تُقَاتِهِ): أن يطاع فلا يعصى، ويذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر ] أي بحسب استطاعتكم) فليس هناك تعارض بين قوله تعالى: (فاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) وقوله: (اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ) أي: بقدر ما تستطيعون، فإن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها، كما قال تعالى: (( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ))[البقرة:286]، وقال تعالى: (( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ))[الأعراف:42] وقال تعالى: (( وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ))[الأنعام:152].