شؤم التعصب المذهبي
فالمقصود: أن المجتهد قد يخطئ، ولكن إن أخطأ فإنه لا يكفر، ولا يضلل، ولا يبدع، ولا يفسق، وهذا من أسوأ ما ينتشر بين المتعصبين المقلدين الجهلة في جميع العصور، وقد كانت تقع معارك كبيرة بين الشافعية والحنفية مثلاً في خراسان ، و بلاد ما وراء النهر ، فيقتل فيها الجم الغفير، فمن أسوأ ما يكون أن هؤلاء المقلدين المتعصبين لا يكتفون بأن يخطئ بعضهم إمام الآخر، أو يخطئ بعضهم بعضاً، بل يصل بأحد الحال إلى أن يقدح في نية العالم، حتى إن بعضهم يضع أحاديث على رسول الله في الطعن على الشافعي إن كان حنفياً، أو في الطعن على الحنفي إن كان شافعياً؛ حتى كذبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والعياذ بالله من هذا التعصب المقيت.وطالب العلم الذي يريد بعلمه وجه الله؛ يأخذ الحق أينما كان، وإن وجد الخطأ ورأى أنه لا بد أن يخطئ خطأ به، ولا يضره ذلك في شيء، أما أن يطعن في نية من قال به، ويتهمه، ويظن فيه ظن السوء من غير بينة؛ فهذا خروج عن العدل الذي أمر الله به، وهذه قواعد مهمة يحتاجها طالب العلم دائماً.