قال: (والناس في هذا الباب ثلاثة أصناف: طرفان ووسط) وهكذا الخلق في جميع القضايا، فتجدهم طرفين ووسط، فمنهم من إذا اعتقد في شخص أنه ولي لله؛ وافقه في كل ما يظن أنه حدثه به قلبه عن ربه، فما دام أنه ولي، وأحبه في الله، ورأى عليه آثار الصالحين؛ فكل ما يقوله مسلم له، ومنهم من إذا رآه قد قال أو فعل ما ليس بموافق للشرع؛ أخرجه عن ولاية الله بالكلية، وهذا هو الطرف الآخر. وهكذا الناس دائماً طرفان ووسط، فطرف يقول: هذا الولي لا يخطأ أبداً، وطرف يقول: ما دام أنه قد خالف ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم في أمر من الأمور؛ فهذا ليس بولي مطلقاً، وأخرجه عن الولاية بالكلية، وكلا الطرفين خطأ.