ومن الأمثلة على هذا: أن شيخ الإسلام رحمه الله نفسه قال له بعض الناس: لقد كنا في طريق بعيد فوقع علينا كرب، فاستغثنا بك -يعنون: شيخ الإسلام رحمه الله- فجئت إلينا، وأنقذتنا، فقال لهم شيخ الإسلام رحمه الله: أنا لم آت، وهذه من تلبيسات الشيطان. فقال بعضهم: ربما يكون هذا ملك من الملائكة تصور بصورتك؛ لينفعنا وينقذنا، فقال لهم: هذا شيطان وليس بملك؛ لأن الملائكة لا يكذبون، وإنما الذي يدعي أنه فلان وليس هو؛ هو الشيطان.
فالمقصود: أن مثل هذه الحالات تقع، ولو كان هذا مع غير شيخ الإسلام لقال ذلك الآخر: هذا من كرامتي، وهذا ملك تصور بصورتي وأنقذكم، وأمرهم بأن ينشروها، ويشهروها، ويدونوها في الكتب، ويثنى بها عليه.. إلى غير ذلك. ‏