والإمام أحمد رحمه الله ذكر أئمة عظاماً من أعظم الأئمة وأكبرهم، ونسب إليهم أنهم يعتقدون ذلك، فهو -كما فعل أبو عبيد - قد سمى، لكن الإمام أحمد سمى مجموعة منهم، ولكون عبد الله بن الإمام أحمد هو الذي روى عن أبيه كتاب السنة المعروف، ولأننا لا نعرف مقدار من سماهم الإمام أو سماهم ابنه جعلنا الكلام كله للإمام عبد الله ، منه ما يذكره من علمه ومنه ما ينقله عن أبيه، وإلا فلو كان هذا الكلام كله عن الإمام أحمد لكان حرياً وجديراً بأن نقدمه على غيره من الأقوال.
فقد ذكر عبد الله بن أحمد نقولاً عمن ذموا الإرجاء، أو نقلوا الإجماع على خلافه، أو بينوا ما فيه من الخلل، منهم: مجاهد بن جبر ، الإمام المعروف تلميذ ابن عباس رضي الله عنه، ومنهم كذلك الإمام سعيد بن جبير ، والحسن البصري ، وأبو وائل وإبراهيم النخعي ، وعلقمة وعطاء بن أبي رباح ، وقتادة ، وابن أبي مليكة ، وهشام بن عروة ، وعمر بن عبد العزيز ، وسفيان الثوري ، وسفيان بن عيينة ، ووكيع ، والفضيل بن عياض ، ومالك ، والشافعي ، وحماد بن زيد ، وحماد بن سلمة ، والأوزاعي ، وأبو بكر بن عياش ، وشريك القاضي ، وأبو البختري ، وميسرة ، وأبو صالح ، والضحاك ، وبكير الطائي ، ويحيى بن سعيد ، وعبد العزيز بن أبي سلمة ، ومنصور بن المعتمر ، وعمير بن حبيب ، وجرير بن عبد الحميد ، وعبد الملك بن جريج ، ويحيى بن سليم ، وأبو إسحاق الفزاري ، وعبد الله بن المبارك ، والخليل بن أحمد الفراهيدي ، وميمون بن مهران ، وخالد بن الحارث ، ومحمد بن مسلم الطائفي ، ومعمر بن راشد ، وقاسم بن مخيمرة ، وصدقة المروزي ، ومحمد بن عبد الله بن عمر بن عثمان بن عفان ، وسعيد بن عبد العزيز ، وعبد الكريم الجزري ، وخصيف بن عبد الرحمن ، هؤلاء كلهم مذكورون في كتاب السنة الذي هو من تأليف الإمام عبد الله بن الإمام أحمد بنقول عنهم بعضها طويل وبعضها قصير، وبعضهم من أعلام هذا الدين في الأقطار والأمصار، وكلهم متفقون على أن الإيمان قول وعمل.