المادة    
قال رحمه الله: [وأما اليوم الآخر فهم أشد الناس تكذيباً به وإنكاراً له، وعندهم أن هذا العالم لا يخرب] أي: أزلي أبدي، لا يخرب ولا ينقض نظامه، [ولا تنشق السماوات ولا تنفطر، ولا تنكدر النجوم، ولا تكور الشمس والقمر]، فهم يكذبون ما ذكره الله من ذلك، [ولا يقوم الناس من قبورهم، ويبعثون إلى جنة ونار، كل هذا عندهم أمثال مضروبة لتفهيم العوام، لا حقيقة لها في الخارج كما يفهم منها أتباع الرسل].
وهذا حتى نعرف أن الشر في كل زمان ومكان له أساس واحد، فلو ظهرت اليوم فرقة عندها كفر وضلال؛ لوجدنا أن ما جاءت به من الكفر والضلال، أو الانحراف والبدع، يرجع إلى شيء موجود من قديم الزمان، قال تعالى: ((أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ ))[الذاريات:53]، فهناك قدر من التشابه بين ضلال الفرق القديمة وضلال الفرق الحديثة.
  1. قول الفلاسفة بأن الجنة والنار إنما هي أمثال ولا حقيقة لها