المادة    
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله أجمعين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
قال المصنف رحمه الله تعالى: [السبب الخامس: عذاب القبر، وسيأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى، السبب السادس: دعاء المؤمنين واستغفارهم في الحياة وبعد الممات].
الشارح رحمه الله لم يطل في الحديث عن هذين المانعين؛ لأن الكلام عنهما سيأتي مفصلاً بإذن الله تعالى، وهناك نفصل الكلام -إن شاء الله تعالى- في هذين المانعين، في عذاب القبر من جهة إثباته، والرد على الفرق المخالفة فيه، وحقيقته هل هو على الروح والبدن، أم على البدن فقط، أم على الروح فقط، إلى آخر ما هنالك من مباحث وموضوعات.
وكذلك في موضوع الدعاء وفي أحكامه وما يتعلق به، وإهداء القربات إلى الميت، كل هذا سيأتي -إن شاء الله تعالى- بالتفصيل هناك، ولا بأس بأن نستعرض شيئاً مما يدل على المراد فيما يتعلق بعذاب القبر ونعيمه، وفيما يتعلق بالدعاء، لا من جهة أحكامه، ومن خالف فيه، وأنواعه.. إلى آخر ذلك، وإنما من جهة كونه مانعاً من إنفاذ الوعيد وسبباً من أسباب تكفير الذنوب والخطايا.