المادة    
وقد ذكر ابن القيم رحمه الله في إغاثة اللهفان كلاماً موجزاً وواضحاً يعين إن شاء الله على فهم هذه الطائفة التي تغلغلت ودخلت في الأمة، ولا يزال لها أتباع إلى الآن، وهناك الآن مدرسة في أمريكا تتبنى الأفكار القديمة -والتي تسمى بالفلسفة الخالدة- وتنشرها بين المسلمين، فلا شك أن التأثير والتأثر حاصل بين الماضي والحاضر، وأن هؤلاء لم يتركوا باباً ولا منفذاً لمحاربة هذا الدين إلا ودخلوا منه، ومن ذلك هذه الفلسفات.
يقول ابن القيم رحمه الله: "فصل في ذكر تلاعبه -أي الشيطان- بـالدهرية .
وهؤلاء قوم عطلوا المصنوعات عن صانعها -يعني الدهرية والفلاسفة -وقالوا ما حكاه الله سبحانه وتعالى عنهم: ((وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ))[الجاثية:24]"، ولذلك سموا: الدهرية، والزنادقة، فقيل: إن سبب تسميتهم بـالزنادقة هي من (زندقي)، وهي كلمة فارسية بمعنى الدهر أو الزمان، وهم لا يؤمنون بالله سبحانه وتعالى، ولا يؤمنون بالبعث من بعد الموت.
ثم ذكر بعض أصول فرقهم الثلاثة فقال: "فسرت هذه البلايا.." وهي بلاياهم التي هي: تعطيل الله سبحانه وتعالى، والقول بقدم العالم، وتعطيل الكون عن الخالق.. قال: "فسرت هذه البلايا الثلاث في كثير من طوائف الفلاسفة لا في جميعهم"، أي أنه ليس كل الفلاسفة على هذا التعطيل التي تدعيه هذه الطائفة.
ثم يذكر تعريف الفلسفة فيقول: "فإن الفلسفة من حيث هي لا تعطي ذلك"، أي: أن الفلسفة من حيث هي -كما يزعم أصحابها- لا تقتضي بالضرورة هذا الإلحاد، فقد يمكن أن يتفلسف الإنسان ويخالف هؤلاء؛ ولذا فإنهم فرق كثيرة جداً، يقول: "فإن معناها محبة الحكمة، والفيلسوف أصله (فيلاسوفا) أي: محب الحكمة، فـ(فيلا) هي المحب، و(سوفا) هي الحكمة"، وكلام ابن القيم رحمه الله هنا يدل على علمه وتمكنه؛ فإن المعلوم حتى الآن في قواميس اللغة: أن الفيلسوف معناها: محب الحكمة، أي أن الكلمة يونانية هندية يشترك فيها الهند واليونان؛ لأن الهنود والأوروبيين من جنس واحد وهو الجنس الآري، ولهذا فأصل الفلسفة واحد من بلاد الهند واليونان، وقد حصل بينهم نوع من التلاقح أو اللقاء الفكري.
فأصل الفلسفة ومعناها: محبة الحكمة، وكل من يحب الحكمة فهو فيلسوف أو يسمى فيلسوفاً؛ ولهذا فإن من أصح الأقوال في سبب تسمية الصوفية بهذا الاسم: أن الهنود يسمونهم (السوفية)، أي: سوفيا، ومعناها: الحكماء، أو أهل الحكمة، ثم لما دخلوا في الإسلام نقلت كما هي العادة في إبدال حروف الصفير بعضها ببعض، ونسي الأصل، وقيل: إنهم سموا بذلك نسبة إلى الصوف.
  1. أصح الطوائف حكمة من كانت حكمتهم أقرب إلى حكمة الرسل

  2. أصل الحكمة وأساسها هو التوحيد والنهي عن الشرك

  3. حكمة الأنبياء والرسل جمعت لمحمد صلى الله عليه وسلم

  4. معنى كلمة فيلسوف

  5. الكلام على الفلسفة المشائية

  6. شيخ الإسلام أعلم الناس بكلام الفلاسفة

  7. قدماء الفلاسفة كانوا يعظمون الرسل ولا يتكلمون في الإلهيات

  8. أرسطو هو أول من قال بقدم العالم

  9. حقيقة معلميهم: أرسطو والفارابي

  10. منهج الفلاسفة في الكلام عن الدين وما يتعلق به

  11. عقيدة الفلاسفة في الله تعالى

  12. الفرق بين الوجود الحقيقي والوجود الذهني