المادة    
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله أجمعين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فقد سبق الحديث عن بعض ما وقع فيه الماتن والشارح رحمهما الله تعالى من الخطأ في تعريف الإيمان وشرح حقيقته، واتباعهما رحمهما الله في ذلك لمذهب الحنفية أهل الكوفة في الإرجاء، كما سبق الحديث عن أصل ظهور الخلاف ونشأته.
وقبل أن ندخل في تفصيل ما في كلام الشارح رحمه الله من خطأ نمهد لذلك ببيان ما أجمع عليه أهل السنة والجماعة قديماً وبعد ظهور الإرجاء، وما أجمع عليه السلف الصالح في حقيقة الإيمان، فإذا بينا إجماعهم على أمر تبين أنه لا تجوز مخالفتهم، ولا يجوز لأحدٍ أن يأتي برأي آخر، فسنبين هذا إن شاء الله، ثم نشرح بعد ذلك تعريف ما أجمعوا عليه، ثم ننتقل إلى بيان ما يخالفه من المذاهب، ومنها مذهب مرجئة الكوفة الذين سار صاحب المتن والشارح رحمهما الله تعالى على منهجهم.
أما بالنسبة لتعريف الإيمان وحقيقته عند السلف الصالح فنقول:
أولاً: إن النبي صلى الله عليه وسلم إنما بعثه ربه وأرسله ليعلم الناس الدين والإيمان الذي هو الإسلام، كما قال تعالى: (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ ))[آل عمران:19]، وهو الذي قال عنه صلى الله عليه وسلم: ( بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً )، فالإسلام أو الدين أو الإيمان الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم هو أعظم وأشهر من أن يستدل عليه أو يبين أو يعرف؛ فقد عُلم بالاضطرار والتواتر حقيقة ما دعا إليه النبي صلى الله عليه وسلم، علمه من كفر ومن آمن، وبلغت دعوته صلى الله عليه وسلم الآفاق.
  1. تربية الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه على الاعتقاد والعمل

    هذا الذي نريد أن نحدده، فالهدف من هذا هو إثبات أن الدين قول وعمل، وأنه واقع دعوة النبي صلى الله عليه وسلم، ومن تربى على دعوته من الصحابة الكرام، إنما كان الدين عندهم قولاً وعملاً حقيقةً وواقعاً، وليس ادعاءً، ولم يكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم -على الإطلاق- رجل يدعي أنه من المسلمين، أو يحسبه المسلمون منهم، ولا يقوم بصلاة ولا صيام ولا صدقة ولا جهاد فهذا الذي وقع وانتشر في الأمة في العصور المتأخرة لم يكن موجوداً.
    بل إن الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم أخبروا عن أنفسهم -كما في حديث جندب بن عبد الله رضي الله تعالى عنه الذي أخرجه ابن ماجه - فقالوا: ( كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن فتيان حزاورة، فتعلمنا الإيمان قبل القرآن ).
    فالصحابة رضي الله تعالى عنهم تعلموا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، من كلامه، ومن عمله، ومن الاقتداء به، ومن الجهاد معه الإيمان قبل القرآن، قال: ( فازددنا به إيمانا )، أي: فازددنا بالقرآن لما تعلمناه إيماناً.
    وهذا المنهج التربوي مخالف تماماً لما صار عليه المسلمون في العصور الأخيرة، وهو أن الناس يحفظون القرآن وهم لا يفقهون من عمل الدين شيئاً، ويحفظه المرء منهم وهو لا يؤدي من الفرائض شيئاً والعياذ بالله، على عكس ذلك كان منهج النبي صلى الله عليه وسلم، فكان الرجل حين يسلم يرى التقوى، ويرى الصلاح، ويرى الخير في النبي صلى الله عليه وسلم ومن حوله، فيتأسى بهم ويخشع كخشوعهم، ويعبد كعبادتهم، ويعرف الله، ويعرف ما أعد الله للمتقين من النعيم، وما أعد للفجار من الجحيم، ويعرف أحكام الحلال والحرام بحسبه، فكان ذلك ما يتعلمونه، ولهذا يقول الله تعالى: (( وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ))[التوبة:122]، فكانوا ينفرون مع النبي صلى الله عليه وسلم ليتفقهوا في الدين، وإن جلسوا في المسجد جلسوا ليتفقهوا في الدين، فكانت وسيلة التربية والتعليم هي العمل نفسه، فالإنسان يصلي ثم يتفقه في أحكام الصلاة، ويعرف عظمة القرآن وأهميته ثم يبدأ فيحفظ ويقرأ القرآن، وهذا نموذج عظيم جداً وفريد في التربية، فهذه البيئة التي يكون فيها الإنسان تفتح قلبه وتنير بصيرته، ثم يأتي العلم الذي هو (قال الله) و(قال رسول الله صلى الله عليه وسلم) وأحكام الحلال والحرام فيزداد إيماناً كما قال جندب رضي الله تعالى عنه.
    ولهذا رباهم رسول الله صلى الله عليه وسلم تربية عظيمة جداً، حتى عرفوا بها الإيمان وعرفوا بها الدين، فلم يحتاجوا إلى أن يسألوا عن معنى الإيمان في لغة العرب، وعن معنى الإيمان اصطلاحاً؛ لأنهم كان يعيشون في الإيمان كل يوم، ويتعبدون به كل يوم، ويزدادون فيه ترقياً كل يوم، فإذا أنزلت آية، أو وقعت وقعة من وقائع السيرة زادتهم إيماناً، وإذا رأوا منه صلى الله عليه وسلم حكمةً قولية أو عمليةً ازدادوا بها يقيناً وإيماناً، فهذا الإيمان بين أيديهم واضح جلي.
  2. توضيح الحقائق المتعلقة بالإيمان من خلال حديث جبريل الطويل

    وتوج ذلك كله بحديث جبريل عليه السلام، فكان آخر تعليم للأمة؛ لأنه جاء جبريل عليه السلام في آخر عمره صلى الله عليه وسلم بعد انصرافه من حجة الوداع، لم يعش صلى الله عليه وسلم بعد حجة الوداع إلا بضعاً وثمانين ليلة، فجاء إليه جبريل عليه السلام في أمرٍ غير معهود؛ إذ لم يعهده الصحابة من قبل أن الرسول الملكي يأتي إلى الرسول الإنسي، جاء إليه مستفهماً مستعلماً سائلاً يجلس بين يديه جلسة المتعلم المتأدب ويقول: يا محمد! أخبرني عن الإسلام، أخبرني عن الإيمان، أخبرني عن الإحسان، أو بدأ بالإسلام، ولما انصرف ولم يعرفه الصحابة قال: ( هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم )، فديننا هو هذه المراتب الثلاث، فهو الإسلام والإيمان والإحسان، وهذا التعليم هو بمثابة تقرير لما قد عُمل به، تقرير لما قد عاشه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فكأنه يقول: جهادكم وإيمانكم وصلاتكم وقراءتكم للقرآن وذكركم وعبادتكم وتقربكم، كل ذلك هو الدين لا شك، وهذا الدين هو هذه المراتب الثلاث، فاحفظوا هذا لتعرفوا ما أنتم عليه من الدين، ولا تزيغوا عنه ولا تنحرفوا عنه.
    فالمقصود أن النبي صلى الله عليه وسلم علَّم الصحابة الإيمان والدين فعرفوا ذلك وشاهدوه حقائق واقعية معلومة بالاضطرار.
  3. منهج الصحابة في بيان حقيقة الإيمان

    ثم لما كان الصحابة أو التابعون من بعدهم يُسألون عن الإيمان وحقيقة الدين؛ كانوا يجيبون بأنه قولٌ وعمل، يجيبون بالحكمة بحسب ما يرون من حال السائل، فإن كان ولا بد من جواب علمي يفيده فإن هذا الجواب لا يتخذ الشكل الاصطلاحي الفلسفي أبداً، فقد جاء رجل إلى أبي ذر أو إلى الحسن رضي الله تعالى عنهما يسأله عن الإيمان، فأجابه بآية من كتاب الله، وهي قول الله تعالى: (( لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ ... ))[البقرة:177] فالمسألة ليست أن يقول: هو في لغة العرب كذا، وأما في اصطلاحنا فهو كذا، بل المسألة حقائق واضحة، وكأنه يقول له: إذا كنت تقرأ القرآن فالدين ما جاء في القرآن، فالبر هو الدين، والدين هو الإسلام، والإسلام هو التقوى وهو البر، كما سبق أن ذكرنا ذلك نقلاً عن كتاب الإيمان لـشيخ الإسلام رحمه الله تعالى فيما يختص بالألفاظ المشتركة التي تتفق دلالتها أو تختلف بحسب الاقتران والافتراق.
    بل إن جواب النبي صلى الله عليه وسلم لما أجاب جبريل عليه السلام يعتبر أنموذجاً في الجواب، ودليل ذلك أنه حين ظهرت بدعة القدرية وكانت هي السبب الذي من أجله روى عبد الله بن عمر رضي الله عنه حديث جبريل عن أبيه، حيث قال لسائله عنهم: [ أخبرهم أنني منهم براء وأنهم مني براء ]، ثم ساق حديث عمر رضي الله عنه؛ ليبين أن الإيمان بالقدر ركن، وبين حقيقة الدين بالنص نفسه.
    وجاء زبيد اليامي يسأل أبا وائل شقيق بن سلمة -كما في البخاري - عن المرجئة ، وذلك حين ظهرت وعم ضررها وشرها، فيأتي إليه وكان أبو وائل من تلاميذ عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه، فلم يقل له: هي مأخوذة من أرجأ يرجئ بمعنى كذا، وخرجت عام كذا، ورأينا فيها كذا، بل أجابه بحجة مقنعة قوية، وبأفضل أسلوب لو ربيت الأمة عليه لارتاحت من المجادلات العقيمة الطويلة، مع أنا لا نعترض على المناهج الاصطلاحية، فهذه المناهج قررت حين أصبح الناس يريدون أن يفهموا من خلالها، ولكن لماذا لا نعيد الناس ما استطعنا إلى التربية الإيمانية الأساسية التي نستطيع معها أن نقول لكل إنسان الآية أو الحديث فيفهم ولو لم يعبر عن المراد تعبيراً اصطلاحياً منطقياً؟!
    لقد أجاب أبو وائل زبيداً فقال له: حدثني عبد الله -أي: عبد الله بن مسعود - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ) وانتهى، وفهم زبيد من هذا الحديث أن الإرجاء مذهب باطل، فـالمرجئة التي تقول: إن الإيمان لا يدخل فيه العمل يقال لهم: كيف يكون ذلك وهو إذا سب فسق وإذا قاتل كفر؟! فلابد من أن تكون الأعمال من الإيمان، والمرجئة تقول: إن الإيمان لا يزيد ولا ينقص، وكيف لا يزيد ولا ينقص وإيمان من قاتل مسلماً أقل من إيمان من سبّه، وإيمان من سلم من القتل والسب أكمل؟!
    فقد قال صلى الله عليه وسلم: ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده )، فالذي يسب المسلمين أو يقاتلهم كيف يكون كامل الإيمان؟!
    فهؤلاء كانوا يجيبون بالآية، ويجيبون بالحديث، ويقتنع الناس، ولا شك في أن الأمة كانت مهيأةً لأن تقتنع بالنص، وهذا الذي يجب علينا نحن -الدعاة إلى الله سبحانه وتعالى من المعلمين والخطباء والوعاظ والمدرسين- أن نربي الأمة عليه، فنربيها على أن تقف عند (قال الله) و(قال رسول الله صلى الله عليه وسلم)، ولن نجد أوضح ولا أبين من بيان الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
    فالصحابة رضي الله تعالى عنهم كان منهجهم في تعريف الإيمان في الأصل هو ما ذكرناه، ثم ظهرت الفرق وتفلسفت وبدأت تقول: الإيمان قول، أو قول وعمل، وما معنى العمل؟ وما معنى القول؟ وهل أعمال الجوارح داخلة فيه أم لا؟
    هنا نجد آيةً أخرى من آيات الله تبارك وتعالى، وهي أن الله عز وجل إنما اختار ذلك الجيل الكريم المبارك لِحِكْمٍ عظيمة، فهم أكثر الناس فقهاً في دين الله وأعلم الناس بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقل الناس تكلفاً كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه في وصفهم، وأعلم الناس وأفقههم وأعرفهم بحدود ما أنزل الله.
  4. وضوح تضمن الإيمان للعمل عند المسلمين

    فهذا الأمر -بالنسبة لعامة المسلمين، ولمن كان في جزيرة العرب على وجه الخصوص- أمر واضح كالشمس، فلا يحتاج إلى بيان، وإن كان في أول الأمر خفي بعض ما يدعو إليه النبي صلى الله عليه وسلم، لكنه في آخر الأمر أظهر الله تبارك وتعالى الدين كله وفصله تفصيلاً، فما بقي أحد يجهله، ولا سيما من كان في هذه الجزيرة ممن لديه عقل وفهم في لغة العرب، خاصة الصحابة رضوان الله تعالى عليهم الذين هم علماء الأمة يفتون ويبينون للناس الحق والحلال والحرام.
    ولم يختلفوا أبداً في الإيمان، ولم يكن ليدور في أذهانهم أو في واقعهم البحث عن حقيقة الإيمان، أو أن يتنازعوا فيه؛ لأن ذلك مثل الشمس في رابعة النهار، ولن يأتي أحد على الإطلاق بقول أو رأي منسوب إلى أحد الصحابة الكرام أنه ظن أو توهم أو اعتقد أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما جاء ليعرف الناس بأن هناك رباً موجوداً في السماء تبارك وتعالى، وأن الإيمان هو أن يُعرف الله ويصدق الناس بقلوبهم أن هذا الدين حق ولو لم يعملوا بشيء من الأعمال.
    بل إن المنافقين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لم يستطيعوا أن يتجرءوا فيقولوا هذا القول، ولذلك نجد في القرآن في آيات براءة وغيرها أن المنافقين أنفسهم كانوا يعملون أعمال الإيمان، فالأمة كلها كانت عاملة، وكلها كانت تعلم أن الدين قولٌ وعمل، وأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما جاء بهذا الدين ليعبد الله وحده لا شريك له حقيقةً وعملاً، وأنه صلى الله عليه وسلم وفى بما أمره به ربه تعالى حين قال: ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة ... ) فكل من دان لله تعالى ودخل في دين الإسلام فلابد له من أن يأتي بهذه الأعمال، وهي الإقرار بالشهادتين ظاهراً والانقياد بأداء هذين الركنين: الصلاة والزكاة، أما الصوم والحج فالحكمة في أنهما لم يذكرا في هذا الحديث، ولم يذكرا في قوله تعالى: (( فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ))[التوبة:11]، ولم يذكرا في قوله تعالى: (( فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ))[التوبة:5]: أن الصوم عبادة خفية، فلا يمكن أن تقول: سنقاتل فلاناً حتى يصوم، وإذا التزم الصلاة والزكاة وعرف أن الصيام ركن فإنه يصوم غالباً، وإذا عُرف أن أحداً انتهك الصوم يعاقب، لكن الإلزام به كالإلزام بالصلاة والزكاة متعذر؛ لأن الإنسان يمكنه أن يمسك عن الطعام والشراب ظاهراً ولا يكون صائماً.
    وأما الحج فلأنه يجب مرة واحدة في العمر، فكلما قيل له: حج قال: أحج من قابل، أو لأن فرضيته -كما يقول بعض العلماء- تأخرت.
    فالمقصود هو أن النبي صلى الله عليه وسلم -كما هو معلوم من دينه ودعوته- جاء للناس بدينٍ هو اعتقاد وعمل، حتى المنافقون كانوا يعلمون ذلك، ولهذا كانوا يعملون، فكانوا يحجون، وكانوا يغزون مع النبي صلى الله عليه وسلم، وكانوا يؤدون الزكاة، وكانوا ينفقون، مع أن نفقاتهم غير مقبولة وجهادهم غير مقبول؛ بسبب النفاق الأكبر، فكل أعمالهم حابطة، لكن لم يكن أحد يتسمى باسم الإسلام أو ينتمي إلى أمة الإسلام ولا يأتي بالأعمال التي هي أركان الإسلام أو واجباته الظاهرة. ‏