المادة    
ثم قال: (فلذلك اشتد إنكار أهل السنة عليهم).
قوله: (فلذلك) إشارة إلى هذا التأصيل، أي كونهم يجعلون ما يقررونه هو الأصل، ويحاكمون الأدلة الشريعة إليه، (فلذلك اشتد إنكار أهل السنة عليهم).
ثم قال: [وطريق أهل السنة: ألا يعدلوا عن النص الصحيح، ولا يعارضوه بمعقول ولا قول فلان، كما أشار إليه الشيخ. وكما قال البخاري رحمه الله: سمعت الحميدي يقول: كنا عند الشافعي رحمه الله فأتاه رجل فسأله عن مسألة] هذا أيضاً تقدم في الصواعق قال: [فقال: قضى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا] أي: حكم النبي صلى الله عليه وسلم بكذا، وسكت الشافعي ؛ لأن الموضوع واضح، فهو يقول فيها بعلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، [فقال رجل للشافعي : ما تقول أنت؟!] أي: أنه بعد أن ذكر الحديث قال له: ما تقول أنت؟! لأنه ما قال: وأنا أرى هذا، أو أنا أقول به، وإنما أورد الحديث وسكت، قال: [فقال الشافعي : [ سبحان الله! تراني في كنيسة؟ ترى على وسطي زناراً؟] ] أي: هل أنا يهودي أم نصراني؟! [ [أقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت تقول: ما رأيك أنت؟! ] ]، فمن الذي يكون له رأي يخالف ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! لا شك أنهم اليهود و النصارى الذين لا يؤمنون بنبوته صلى الله عليه وسلم، أما من يؤمن بنبوته ويثبتها؛ فإنه يسلِّم لذلك، قال تعالى: (( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ))[الأحزاب:36]، أي: ليس هناك اختيار، ثم قال: [ونظائر ذلك في كلام السلف كثير، وقال تعالى: ((وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ))[الأحزاب:36]].
والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.