المادة    
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله أجمعين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فقد سبق الحديث عن العبارة السلفية المشهورة: (من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق)، وبينا أن هذا هو مسلك الصوفية الزنادقة، وهنا سنرجع إلى أصل القضية من الناحية الموضوعية، في بيان من أين دخلت على المسلمين هذه الفرقة الضالة، وهي الصوفية التي تسترت بالحب الإلهي وتدعي أنها تعبد الله بالمحبة ولا تعبده طمعاً في جنته ولا خوفاً من ناره كما يزعمون.
وهذه قضية مهمة، ومن فضل الله أن الدراسات الحديثة الأخيرة عندما نشرت الكثير عن الأديان مما لم يكن منشوراً من قبل أعانت على معرفة الحق في هذا الأمر، ومن ميزة الحق التي اختصه الله بها دون الباطل أن الزمن يكشف دائماً عن صحة الحق، فمع مرور الزمن يتضح بطلان الباطل.
فالذين اتخذوا التصوف عبادة واقتفاء لما يزعمون من آثار نبوية، عندما يناقشون لا يعتقدون أن هذه الضلالة أصلها وثني هندي، ولكن مع مرور الزمن وانكشاف الحقائق ظهر أصل التصوف واضحاً ولله الحمد وبغض النظر عن الدراسات الحديثة فإن هناك كتاباً قل من أشار إليه، بل لا أذكر من رجع إليه، وهو من المصادر القديمة، وقد طبع مؤخراً، وقد يكون سبب إهماله فيما مضى أن صاحبه ليس عالماً مهماً في الأمة، وإنما هو رحالة وجغرافي متفلسف متكلم لا يؤبه كثيراً لما يكتب، لكنه بالنسبة إلى مقارنة الأديان يعد رأساً، وهو البيروني الرحالة مؤلف الكتاب المشهور (تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة )، وقد ذهب إلى الهند ودرس أديانها، وكتابه يدل على أنه كان يجيد اللغة الهندية، وله كلام طويل في هذا الكتاب عن أديان الهند ، والذي يهمنا منه ما يتعلق بالمحبة الزنديقية، وهي أن يعبد الإله أو الرب لذاته دون رجاء ثوابه وخوف عقابه، وبيان أن أصل هذه المسألة من الهندوس .
  1. موافقة الصوفية للهندوس في القول

  2. موافقة الصوفية للهندوس في معتقدهم في الربوبية والعمل

  3. موافقة الصوفية معتقد الهندوس في الجنة

  4. اتفاق الصوفية والهندوس في التمادي في أداء العبادات على وجوه المشقة

  5. اتفاق الصوفية والهندوس في الاشتغال بالفكرة في الرب تعالى عن عبادته

  6. اتفاق الصوفية والهندوس فيما يتعلق بالمخاطبات