أين قيمكم ؟!
وفي المقابل نجد أن الإدارة الأمريكية فرضت على الإعلام الأمريكي حظراً صارماً لكي لا ينشر للملا محمد عمر وجهة نظره في القضية!
إن العدل يوجب على من يدعيه أن يفسح المجال لسماع الطرف الآخر، والعادل هو الأقوى وإن كان ضعيفاً والضعيف هو الظالم وإن كان قوياً، وأن تضييق الترسانة الإعلامية الهائلة لـ أمريكا عن نصف ساعة للعدل في إذاعة صوت أمريكا، فهو دليل دامغ على الضعف القاتل الذي يصيب الله به الظالم مهما كان قويا!! وإلا فلماذا يخاف إعلامٌ بهذه الضخامة على شعبٍ واعٍ من خطابٍ لشخصٍ طالما وصمه هذا الإعلام بالغباوة والسذاجة؟!
عندما فتحت العقيدة الإسلامية الباب للاجتهاد، والبحث عن الأحكام العادلة في كل واقعة - داخل إطار موحد من القيم المنضبطة بالنصوص الدينية والقواعد الكلية المستنبطة - فقد وضعت القاعدة الصلبة التي يقوم عليها العدل بين البشر، ويستند إليها المدعي في دعواه، ومن ثمَّ أوجبت الشريعة سماع الدعوى كما أتاحت الجواب عنها.
وانفتح للإنسانية لأول مرة باب التكامل والتكافل لحفظ كرامة كل البشر بأن أتيح رفع الدعوى احتساباً على أيٍّ كان ومن أي كان، لا على أساسٍ أدبي معنوي كما هو حال منظمات حقوق الإنسان العالمية، بل على أساس إلزامي تنفيذي لا يملك الإمام الأعظم للمسلمين كلهم أن يحول دونه.