الآخر: إرجاء المتكلمين والمتمنطقين
وهو شبهة فلسفية بحتة ليس لها في الأصل أي مستند نصي، ولهذا لم يتردد أئمة السلف في تكفير أصحابه والتشنيع به.
لكن التطور الطبيعي، والتداخل والامتزاج الفكري، وتقهقر الحياة الإسلامية عامة جعل هذا الإرجاء يسيطر في النهاية؛ مستنداً إلى الشبهات النصية التي استند لها النوع الأول وزيادة.
وهذا ما يستلزم أن ندرس الظاهرة الفكرية في عمومها، دون التقيد بالترتيب التاريخي على النحو الذي انتهجناه في الفصول السابقة، على أن الجانب التاريخي لن يهمل بمرة، بل لا بد من عرض البدايات الأولى لكلا النوعين -أي: للظاهرة- من خلاله، وسوف يكون ركن العمل هو: محور الاهتمام وموضوع الدراسة الأساس، تقيداً بما التزمنا به في الأصل .