أما كيف كان
صدام يخطط للإخراج فقد اتضح كله تقريباً:
هجوم عسكري مباغت يهدف أساساً إلى القبض على الأسرة الحاكمة مما يؤدي إلى ما سمي الفراغ الدستوري، ثم يُملأ الفراغ بتشكيل سريع بحكومة موالية من قوى المعارضة التي بلغ بها السخط ذروته في الأيام الأخيرة، ثم انسحاب صوري للقوات العراقية، والحكومة الجديدة سوف تعلن فصل كل وزير أو سفير يؤيد الأسرة، وتصبح حكومة شرعية (كما يسمونها) بمجرد أن تمسك بالسلطة كالعادة في انقلابات العالم كله، وستعلن أن
صدام ما هو إلا جار شقيق هب لنجدتنا وتخليصنا من الاستبداد!!
(وهكذا قبل أن يستطيع العرب أو العالم فعل أي شيء يكون الأمر قد انتهى إلى طي
الكويت تحت جناح
العراق وسيطرته، ويستمر الحال ربما سنين معدودات حتى تهدأ المعارضة الدولية، وتطلب الحكومة الاندماج في
العراق) والغرب سيحتج ويستنكر ويقاطع، ولكن كل شيء سيصبح طبيعياً مع الزمن، وسيتعاملون مع الأمر الواقع مرغومين!!
ولن يكون الم3000817هم لـ
أمريكا والحال هذه موضوع
الكويت، بل الموقف القوي لـ
صدام في
الخليج والمنطقة، بل في مجموعة الأوبك التي سيصبح زعيماً لها أيضاً!!
وسوف تُشن معارك دبلوماسية واقتصادية بين
صدام حسين والغرب، ولعلم
صدام حسين بالمخطط الكوني لإنهاء جميع المشكلات سوف يطالب هو بربط قضايا المنطقة جميعاً (وهو ما فعله في مبادرته المشهورة) فيحقق بذلك نصراً وهمياً عند الجماهير العربية ويطيل من أمد نهايته، لأن حل القضايا يستدعي وقتاً وجهوداً طويلة، وسوف يضرب
صدام بعض الغرب ببعض بحكم مركزه القوي في الدول العربية و
منظمة الأوبك!!
وسوف يبتز دول
الخليج وخاصة الصغرى منها، وسوف تستسلم لزعامته دون حاجة إلى أن يثير العرب والعالم عليه باحتلالها، لا سيما وأنها تختلف عن
الكويت إذ ليس فيها مبرر تاريخي، وليس بينه وبينها خلاف حدودي ولا يمكن ضمها جغرافياً، وأي فائدة تُرجى من احتلالها ستحقق بغيره..!! حتى دولة
الإمارات التي ارتبطت بـ
الكويت في هجومه الإعلامي لم يفكر أن يحتلها، ولو شاء لكفته ذلك فرقة واحدة قبل قدوم جيوش الغرب. كيف وقد غصَّ بـ
الكويت وأخذ يناور للتخلي عن أجزاء منها!! وأعلن ثاني أيام الغزو انسحابه منها، وذكر مراسلو الإذاعات الغربية أنهم شاهدوا ذلك عياناً!!
والذي أصبح اليوم في حكم المقطوع به أن
صدام قد تلقى من
أمريكا إشارة خضراء للزحف على
الكويت (كما سنوضح)، وأن غروره وحماقته قد أوقعته في شراك يصعب الخلاص منه، وأن مخططه هذا قد ارتبك جداً.
فآل الصباح هربوا قبيل وصول دباباته إلى قصورهم بقليل، والفراغ الدستوري لم يحدث، والمعارضة رفضت التعاون معه، وضباطه لم يجيدوا التمثيل فيما وكل إليهم من أدوار للحكومة الحرة، ومن هنا تناقض وارتبك وأعلن آخر ما كان يمكن أن يفعله وهو ضم
الكويت نهائياً عقب إعلان انسحابه منها وتشكيل الحكومة الحرة!!
وكل من يستذكر وقائع الحدث أو يعيد الاطلاع على الصحف سيجد هذا واضحاً.