ومع هذه الأهمية الحيوية البالغة فإن لهذه المنطقة أهمية من جوانب أخرى، فهي مهدّ الحضارات، وملتقى الطرق العالمية -كما أن لها حساسيتها الدينية والتاريخية التي لا يتجاهلها أحد- ومن هنا كانت محط التنافس الضاري طوال القرون "البيزنطيون، التتار، العثمانيون، البرتغاليون، الإنجليز"، كما أن تركيبتها العرقية والطائفية تجعلها منطقة قابلة للالتهاب بسرعة (عرب، فرس، أكراد، ترك، بلوش، سنة، شيعة، خوارج، يهود في إيران، نصارى في العراق... إلخ).
ولهذا ظلت هذه المنطقة بؤرة للتناقضات والحروب والصراع الفكري، وبعبارة أصح: للفتن التي أخبر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنها تأتي من قبل تلك الجهة، وأصبح لزاماً على كل من يتعامل معها أن يراعي هذه الحساسيات البالغة والأوضاع المعقدة.