ضرورة الإحسان إلى الناس
القضية الثانية التي أريد أن أنبه عليها هي: ضرورة الإحسان إلى الناس، أن نكون حاضرين في كل موقع، وتتفاعل المساجد وتتحرك، ويصبح المسجد مثل الخلية لدرء أي خطر لا قدر الله، افرض -مثلاً- لو حصل نقص في الغذاء أو احتاج بعض الناس إلى دواء، أنتم وفقكم الله من مساجدكم ومواقعكم الدعوية تكونون خير من يجتمع الناس عليهم، ومن يدعون الناس إلى أن يأتوا ويتصدقوا على المحتاج، وأن يرأفوا بهذا، وأن يحموا هذا المكان، أو يحرسوا هذه القضية، أو أي شكل من أشكال الخير والإحسان والخدمة لهذا المجتمع المسلم الطيب ولله الحمد.
فبذلك نجد أننا نغيظ العدو ولله الحمد، وتجتمع قلوبنا وتتعاون على الخير، وبذلك يأتي النصر؛ لأن أم المؤمنين خديجة رضي الله تعالى عنها لما بشرت النبي صلى الله عليه وسلم قالت: [[كلا! والله لا يخزيك الله أبداً]] لماذا؟ لأن من يغيث الملهوف، ويعين على نوائب الحق، لا يخزيه الله أبداً، فمواقف الأزمات هذه تكثر الحاجة والدواعي إليها.
وربما بعض الناس ضرب على قلبه بالشح فلا يتصدق، وربما بعض الناس يظن أن الأمور فيها شيء أخطر مما يتوقع، فيستأثر عن إخوانه المسلمين وعن جيرانه.
فيجب أن يرى الناس من الدعاة ومن الأئمة والخطباء وأهل الخير الإيثار والتضحية والحرص على أمن الناس وإطعامهم وإيوائهم وعلاجهم أيضاً لمن يستطيع.