ويجب علينا أن نحافظ على هذه العقيدة في القلوب، ومن جاهد فإنما يجاهد من أجل المحافظة على هذه العقيدة، ومن دعا فإنه يدعو إلى هذه العقيدة، ومن يعلِّم فإنه يعلِّم هذه العقيدة، ومن يربي فإنه يربى على هذه العقيدة.
إذاً: فالأمة كلها يجب أن تتحرك حركة هذه العقيدة، وهذا الإيمان والتوجه، ومن هنا لا يجد العدو ثغرة يدخل علينا منها.
كيف دخل هذا العدو المجرم إلى أفغانستان؟
لو لم يجد ثغرة وجنداً يحاربون معه ويحملونه ويمشي وراءهم لما استطاع أن يفعل شيئاً في أفغانستان، والآن يبحث عنهم في العراق وقد وجد، ونحن في هذه البلاد لن يجد بإذن الله إن نحن أغلقنا كل الثغرات وسددنا عليه كل المنافذ فمن أين يدخل؟ فليملأ البحار ما شاء بالأساطيل، أو يرجف أو يخوف بما يشاء، إذا لم يجد ثغرة عقدية يدخل منها من خلالنا .. الفرق الضالة القديمة .. أو من العلمانيين المجرمين الذين يريدون إفساد هذه الأمة، فلا يمكن أبداً أن يخترق بلادنا بإذن الله عز وجل، هذا شيء واضح وأمامنا الشواهد الموجودة.
لذلك لا نستهين أبداً بما نحن فيه من أمر الخير والدعوة والدين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونشر العلم، بل يجب أن نوسع ذلك، وأن نترقى في الوسائل والخطط والأساليب، ونطور وننوع حتى تدخل الدعوة كل بيت، ويصبح كل واحد منا حاملاً هذه العقيدة وهذا الإيمان الحق، ويحمل هم نشرها ودعوة الناس إليها، وهذا وحده انتصار عظيم جداً، لا يعدل الدنيا كلها، لو احتللنا الدنيا كلها وجمعنا أموال الدنيا كلها ونحن فاقدون للعقيدة فوالله لا خير فينا، لكن إذا قمنا بهذا الإيمان وبهذا الدين وبهذه العقيدة فهذا هو النصر العظيم المبين.
وهذا الذي عندما رجع إليه إخواننا في فلسطين حصل ما حصل والحمد لله، ولما آمن به إخواننا في أفغانستان حصل ما حصل ولله الحمد، وفي الفلبين وفي كل مكان، بهذا الإيمان يقف إخواننا على الثغور في كل البلاد، الوقفة التي نسمع عنها جميعاً والحمد لله، والتي نسأل الله تعالى أن يزيدهم فيها ثباتاً وإيماناً، ويثبت أقدامهم وينصرهم على عدوهم إنه على كل شيء قدير.
إذاً: نقصد بهذا أن كل واحد على ثغرة.
بعض الناس يستخفون بهذه الأحداث فيترك ثغرته التي هو فيها ويبدأ يفكر أين يذهب! وماذا يفعل! أنت على ثغرتك، احفظ الثغر الذي أنت فيه واجتهد فيه، وثق تماماً أنك تقوم بواجبك إن شاء الله تبارك وتعالى في نصرة هذا الدين.