الوقوف صفاً واحداً
فما دام أن العدو يستهدف عقيدتنا وإيماننا ومنهاجنا ودعوتنا فأعداؤه بالدرجة الأولى هم الدعاة الذين يدعون إلى الله ويريدون تثبيت الأمة على دينها وإيمانها، وتجديد هذا الدين وإحياء الجهاد في سبيل الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فما دام هذا هو هدفه، وما دام هؤلاء هم أعداؤه، فإن من الواجب علينا أن ندرك ونعي كيف نقاومه، ولا تتشتت الأمة ولا تتشتت جهودنا.
كل عامل من هذه الأمة يعمل في الدعوة إلى الله تبارك وتعالى، ويعمل لبناء شعبة من شعب الإيمان -ولو قلّت- فهو في صميم المعركة، وهو يقف ضد هؤلاء القوم، وهو على ثغرة لا نريده أن يتخلى عنه، لا يظن البعض أنه شيء معين، كما قلنا: المعركة دائمة ومستمرة، وأهدافها المعلنة دائماً تؤكد ذلك، فلا يجوز لأحد منا أن يتوانى أو يتخلى عن موقعه أبداً، كل شخص منا على ثغرة:
الأب الذي يحفظ بيته من الفساد ويدرأ عنه الشر، هو على ثغرة وقد حفظ هذا البيت، ثم يحفظ مجتمعه وما حوله، والإمام الذي يحيط جماعته بالدعوة إلى الله والإيمان بالله، ويحفظ جماعة المسجد من أخطار البدع والضلالات والانحرافات والفساد هو على ثغرة وعلى جبهة، وهو عدو لهؤلاء القوم، ولن يخترقوا بإذن الله جماعته ومسجده ما دام قائماً بذلك.
وكذلك مندوب الحي، في كل منطقة، وفي كل الدولة، إلى أن تتسع الدائرة لتشمل العالم الإسلامي كله، كل واحد منا قائم على ثغرة من هذا الدين، ويجب أن يصبر ويثبت ويرابط، فإن كنت في حلقة تحفيظ فاجتهد في ذلك أيها الأخ الكريم، إن كنت خطيباً فاجتهد أن تخطب بكل ما يقوي إيمان هذه الأمة، وإن كنت داعية .. واعظاً.. أباً .. مربياً .. موجهاً .. فاعلم أن الواجب الآن يتأكد عليك أكثر فأكثر، وليس الواجب فقط هو شأن واحد.
حتى الجهاد.. المقاومة العسكرية على أهميتها، نعم هي مهمة ولا بد من الإعداد لها، ولا يمكن أن نتخلى عنها على الإطلاق أبداً، لكن ما دامت المعركة عامة، وما دامت دائمة، وما دامت أهدافها المعلنة هي تغيير عقيدتنا، فإذاً: نحن أصلاً من أجل هذه العقيدة نجاهدهم.