المادة    
يقول: [وقوله: (وهي درجة الراسخين في العلم) أي: علم ما جاء به الرسول جملة وتفصيلاً، نفياً وإثباتاً] -وينبغي أن نقول: (صلى الله عليه وسلم)؛ حتى وإن لم يكتبها الشارح؛ لأنه قد يلفظها ولا يكتبها، فنصلي ونسلم عليه صلى الله عليه وسلم- ودرجة الراسخين في العلم هي الإيمان بهذه العقائد: ما تقدم منها، وما سيأتي إن شاء الله.
إذاً: الرسوخ في العلم ليس هو التعمق والتكلف، وهذه هي مناسبة إيراد الشيخ رحمه الله لهذه العبارة، حتى لا يتجرأ أحد ويقول: أريد أن أتعمق في مباحث القدر والصفات، ثم يأتي بما لم يأت به أحد من العلماء من أئمة السلف في هذا الباب، وهو يدعي أنه يريد أن يرسخ في العلم، فدرجة الراسخين في العلم هي الإيمان بهذه العقائد، والاستسلام لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الوحي، وليس بعد ذلك من درجة إلا منزلة المتعمقين أو المتكلفين أو المتنطعين، فالراسخون في العلم هم الذين علموا، وفقههم الله تبارك وتعالى في الدين، فيما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم جملةً وتفصيلاً، نفياً وإثباتاً، ولا يدخل في ذلك علماء الكلام، فقد سبق أن ذكرنا أن علماء الكلام هم أكثر الناس شكاً ووسوسة -والعياذ بالله- فليسوا من الراسخين في العلم، ولا يدخل في ذلك أيضاً -من باب أولى- الجاهلون الذين يقولون على الله تعالى أو في صفاته أو في دينه بغير علم.
  1. أقسام العلم من حيث الوجود والفقدان

  2. أقسام العلم عند الباطنية

  3. أقسام العلم عند الصوفية

  4. دليل الصوفية على أقسام العلم عندهم

  5. حكم من أنكر شيئاً مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم

  6. من ادعى علم الغيب أو شيئاً منه فقد كفر

  7. حكمة الله تعالى قد تخفى علينا