المادة    
أما حديث عبد الله بن مسعود في الصحيحين قَالَ: {حدثنا رَسُول الله صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو الصادق المصدوق}.
عبد الله بن مسعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يروى عن النبي صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كثيراً من الأحاديث، وهذا الحديث بالذات يقول فيه: وهو الصادق المصدوق؛ لأن هذا الحديث يتضمن أموراً عجيبة، لا تُعلم إلا من طريق الوحي، وربما زلت فيها الأفهام، وضلت فيها العقول، وهو أمر القدر.
فيقول رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ: (وهو الصادق المصدوق) يوطئ لما سيخبرك عنه، فكأنه يقول: أيها العبد المؤمن صدق رَسُول الله صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فهو الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى ويقول: اسمعوا ما أقوله لكم من الصادق المصدوق، وطنوا أنفسكم عَلَى قبوله، وهيئوها لتلقيه بالاعتقاد الجازم وعدم الشك أو التردد، لأنه صادق مصدوق صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
.
قَالَ: {إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة، ثُمَّ يكون علقة مثل ذلك، ثُمَّ يكون مضغة مثل ذلك، ثُمَّ يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات، بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد، فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النَّار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النَّار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها}.
فمضمون هذا الحديث هو نفس رواية حديث سهل المتقدم بزيادة البُخَارِيّ رضى الله تَعَالَى عنه وهي قوله: {إنما الأعمال بالخواتيم}.
  1. أنواع الكتابة

  2. الخلاف في تحديد زمن نفخ الروح

  3. الكتابة العمرية

  4. خطأ من فسر حديث ابن مسعود بحديث سهل