المادة    
لنحذر عقوبة الله تبارك وتعالى، ولنحذر أثر المعاصي وأثر الذنوب، فإنها هي التي تعكر الأمن، ولا بد أن نحذر أولاً من الشرك: لأن الشرك هو الذي يعكر أمن الإنسان، فالإنسان الذين تطارده أشباح الشياطين والدجالين ووساوس المشعوذين؛ لا ينام ولا يهدأ ولا يستقر؛ لأنه قد لبس إيمانه بظلم وهو الشرك، فليس من أهل الأمن ولا من أهل الهداية.
وأيضاً: الإنسان الذي يعصي الله تبارك وتعالى، فإنه قد تأذن أن يذل من عصاه، وكتب أن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، فلا بد أن يذل وأن يشقى، ولا بد أن يتنغص ويتكدر عيشه بمقدار ما يعصي الله تبارك وتعالى.
أما بالإيمان بالله سبحانه فإن الخير والسعادة والنجاح والفلاح يتحقق للإنسان، يقول الله تبارك وتعالى: ((تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ))[القصص:83] ولما أخبر الله تبارك وتعالى وبدأ القصة عن فرعون وجبروته وطاغوتيته قال: ((وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ))[القصص:5] سبحان الله! التمكين والنصر والعز يكون للمؤمنين وإن كانوا أقلية، مهما كان ضعفهم ومهما كانت قلتهم، وقد تحقق ذلك، فقال في سورة أخرى : ((وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ)) [الأعراف:137]، فذهبت حضارة فرعون وذهبت أمجاده ودمرت، وأورث الله تبارك وتعالى المستضعفين الذين كانوا مؤمنين متمسكين بما أنزل الله تبارك وتعالى، والذين ثبتوا مع نبي الله موسى، ثم من بعده فتحوا وأطاعوا الله، فأورثهم الله تبارك وتعالى مشارق الأرض ومغاربها التي بارك فيها.
  1. الإيمان بالله شرط في التمكين في الأرض

  2. طريق الإصلاح يكون بالعودة إلى منهج النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين

  3. أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لإنقاذ المجتمع