عقوبات المنذرين من الأمم
ثم ذكر العقوبات الأخروية المذكورة في عدة آيات يطول المقام بذكرها، وإنما المقصود من ذلك هو: أن الكفر والذنوب سبب العقوبة، كما قال تعالى في سورة الفجر بعد أن ذكر فرعون وعاداً وثمود: ((إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ))[الفجر:14] وقال في قصة قوم لوط: ((مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ))[هود:83] حتى لا يظن ظان أن هذه الحجارة أنزلت على قوم لوط فقط، فهي ليست عقوبة مختصة بهم، وليست من الظالمين ببعيد. ففي أي زمان وفي أي مكان يمكن أن تحل بالمجرمين؛ قال تعالى: (( وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ))[هود:102].