قال أبو عمر : "وهم عند من أثبتها نافون للمعبود" أي: أن أهل البدع -عند أهل السنة الذين يثبتون الصفات- نافون للمعبود، وهذا من لازم قولهم؛ لأنهم يقولون عن ربهم: لا داخل العالم ولا خارجه وليس له وجه ولا يد ولا عين ولا سمع ولا بصر، فهذا لا شيء؛ فهم في الحقيقة نافون للمعبود، أو كما قال بعض العلماء في من أبطل الصفات أو نفاها: [[المعطل عابد عدم والممثل عابد صنم]].
ثم قال الحافظ ابن عبد البر : "والحق فيما قاله القائلون بما نطق به كتاب الله وسنة رسوله، وهم أئمة الجماعة والحمد لله"، يعني أهل السنة والجماعة، وهذه عبارات السلف المتقدمين، يقولون: الجماعة، روى الجماعة، قالت الجماعة، مذهب الجماعة .
ومن هنا نفهم قضية مهمة: ما معنى الجماعة التي من خالفها ضل أو كفر أو ابتدع؟
المقصود بهم: أهل السنة والجماعة التي تذكر في مقابلة الفرق، فالجماعة تقابل أهل الفرق، فبعض السلف : الفرق عنده فرقتان أو قسمان: (الجماعة، والخوارج)؛ فالجماعة: كل من كان على الحق، والخوارج: كل من خرج عن الصراط المستقيم؛ وهذا لو قرأه إنسان وهو لا يفهم هذا المعنى، فسيقول: كيف يجعل الجهمية من الخوارج، والجهمية والخوارج على طرفي نقيض؟! والجواب أن المقصود بـالخوارج عند بعض العلماء كل من خرج عن الحق؛ فهذا في كلام العلماء الأولين، ومنهم: أيوب السختياني .