يقول رحمه الله: "وقد اختلفت عبارات الناس في معنى القلب السليم. والأمر الجامع لذلك: أنه الذي قد سلم من كل شهوة تخالف أمر الله ونهيه ومن كل شبهة تعارض خبره".
ديننا أوامر ونواهٍ من جهة، وأخبار من جهة، ونحن نوحد الله تعالى توحيداً علمياً اعتقاديا خبرياً، وتوحيداً عملياً طلبياً إرادياً، فإذا كان الأمر من باب الأمر والنهي -التوحيد الطلبي العلمي- فالواجب ألا يدخل القلب شهوة تمنعه من إتيان الطاعة أو ترك المعصية، وإذا كان الأمر من باب التوحيد العلمي الاعتقادي، فالواجب أن نؤمن به سبحانه وتعالى إيماناً لا يدخل القلب معه شبهة في شيء مما أخبرنا به، وأمرنا أن نعتقده في أسمائه وصفاته وقدره سبحانه وتعالى، وما قص علينا من أخبار وأحوال الأمم السابقة، وما أخبرنا به عن اليوم الآخر والجنة والنار والمعاد، فكل ذلك حق لا شبهة فيه هذا هو القلب السليم.