والذي نوجزه في هذه الآية هو: أن المراد (يمحو الله ما يشاء) من الأقدار ومن أمور العباد (ويثبت، وعنده أم الكتاب)، أي: أن المحو والإثبات في الأقدار، وأن أم الكتاب هو اللوح المحفوظ، هذا هو القول الأول، فيمحو ما يشاء ويثبت في الأقدار ما يشاء؛ من أعمال العباد، ومن أمور وشئون الخلق، (وعنده أم الكتاب) أي: اللوح المحفوظ، وهو الذي لا يتغير ما فيه ولا يتبدل، وهذا القول ورد عن بعض السلف بإطلاق، وورد عن بعضهم باستثناء، أما الذين أطلقوا فقالوا: يمحو كل ما يشاء ويثبت كل ما يشاء، (وعنده أم الكتاب) التي لا محو فيها ولا تغيير ولا تبديل، وبعض السلف رحمهم الله تعالى قالوا: يمحو الله ما يشاء ويثبت إلا الأرزاق والآجال (الحياة والموت)، وبعضهم قال: إلا الشقاء والسعادة والحياة والموت، وهما متلازمان، فالله تعالى يمحو ما يشاء ويثبت إلا هذه الأشياء، فكون الإنسان كتب شقياً أو سعيداً، وأجله (حياته وموته)، فهذه لا يدخلها التبديل على قول بعض السلف، وهي المذكورة في حديث عبد الله بن مسعود عن الصادق المصدوق.