المادة    
قال ابن أبي العز رحمه الله تعالى:
[وقد تقدمت الإشارة إلى بعض الأقوال التي في تفسير قوله تعالى: ((يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ))[الرعد:39].
وأما قوله تعالى: ((كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ))[الرحمن:29]، فقال البغوي: قال مقاتل: نزلت في اليهود حين قالوا: إن الله لا يقضي يوم السبت شيئاً..! قال المفسرون: من شأنه أنه يحيي ويميت، ويرزق، ويعز قوماً ويذل آخرين، ويشفي مريضاً، ويفك عانياً، ويفرج مكروباً، ويجيب داعياً، ويعطي سائلاً، ويغفر ذنباً.. إلى ما لا يحصى من أفعاله وإحداثه في خلقه ما يشاء]
.
الشرح:
يقول رحمه الله: [وقد تقدمت الإشارة إلى بعض الأقوال التي في تفسير قوله تعالى: ((يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ))[الرعد:39].]، وقد تقدم هذا في أول العقيدة عند قول الطحاوي رحمه الله: [خلق الخلق بعلمه، وقدر لهم أقداراً، وضرب لهم آجالاً] وتحدثنا هناك وأطلنا الحديث في مسألة الأجل، وكيف يكون أجل الإنسان مضروباً محدداً منذ أن تنفخ فيه الروح، ومع ذلك فإن صلة الرحم تزيد في العمر، ويوضح ذلك معرفة الفرق بين القدر المعلق وبين القدر المثبت الذي في أم الكتاب... إلى أن قال المصنف في آخر الفقرة: [وقيل: الزيادة والنقصان في الصحف التي في أيدي الملائكة. وحمل قوله تعالى: ((لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ * يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ))[الرعد:38-39] على أن المحو والإثبات من الصحف التي في أيدي الملائكة،وأن قوله: ((وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ))[الرعد:39]: اللوح المحفوظ، ويدل على هذا الوجه سياق الآية، وهو قوله: ((لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ))[الرعد:38] ثم قال: ((يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ))[الرعد:39]" أي من ذلك الكتاب، ((وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ))[الرعد:39] أي: أصله، وهو اللوح المحفوظ]. هذا القول الأول كما ذكره رحمه الله.
ثم ذكر القول الثاني فقال: [وقيل: يمحو الله ما يشاء من الشرائع وينسخه، ويثبت ما يشاء فلا ينسخه، والسياق أدل على هذا الوجه من الوجه الأول]، وقد ذكرنا حين شرحنا هذه الفقرة أن الإمام ابن أبي العز رحمه الله رجح المرجوح، والصحيح أن الوجه الأول هو الأرجح كما سنعرض هنا إن شاء الله.
والآية الثامنة والثلاثون من سورة الرعد هي في الحقيقة متصلة بالآية التاسعة والثلاثين منها: ((وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ * يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ))[الرعد:38-39].
إذا أردت أن تفهم آية من كتاب الله عز وجل، فاحرص على أن تقرأ ما قبلها وما بعدها؛ فإن ذلك يوضح معناها، أو يعينك على أن تعرف المراد من هذه الآية، فإذا أخذنا الآية من أولها أو من الآية التي قبلها وقرأنا: ((وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ * يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ))[الرعد:38-39] أمكننا أن نحدد المعنى القريب، وإن كانت قد تختلف المعاني والآراء في هذا المعنى كما سنلاحظ.
والإمام ابن جرير الطبري رحمه الله أطال في هذه الآية بذكر الآثار والأقوال، والحافظ ابن كثير رحمه الله أتى بملخص كلام ابن جرير مع بعض الإضافات المهمة.
  1. القول الأول في تفسير: (يمحو الله ما يشاء ويثبت)

  2. أدلة القائلين بأن المحو والإثبات هو في الأقدار

  3. الحكم الظاهرة من المحو والإثبات في الأقدار

  4. القول الثاني في تفسير: (يمحو الله ما يشاء ويثبت)

  5. القول الثالث في تفسير: (يمحو الله ما يشاء ويثبت)

  6. القول الرابع في تفسير: (يمحو الله ما يشاء ويثبت)

  7. القول الخامس في تفسير: (يمحو الله ما يشاء ويثبت)