جاء أبو عبيدة رضي الله عنه بمال من البحرين، فاجتمع عند النبي صلى الله عليه وسلم جمع غفير من الصحابة على غير العادة، فقال لهم صلى الله عليه وسلم: {لعلكم سمعتم أن أبا عبيدة قد قدم بمال من البحرين... ثم قال: والله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى أن تفتح عليكم الدنيا كما فتحت على الذين من قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم} ،لقد خشي النبي صلى الله عليه وسلم علينا من الاستمتاع بالخلاق كما استمتع الذين من قبلنا بخلاقهم، أشد مما خشي علينا من الفقر.
فإن الفقر قد يُكسب الإنسان حسن الخلق، وقد يحمله على الإحسان إلى الآخرين، والشعور بحاجة إخوانه المسلمين.
لكن في حالة الغنى يكثر التحاسد والتنافس، حتى إن الذي يملك الملايين يحقد على الذي يملك أكثر منه، وينسى نعمة الله عليه بأن فضّله على كثير ممن لا يملك قوت يومه، وتراه يفكر في الشركة المنافسة -أو الأشخاص المنافسين- ليتغلب عليهم أو يدمرهم.. حتى يضطر أحدهم إلى أن يجمع الحلال مع الحرام لينافس ذلك الآخر.
وهذا مع الأسف قد أصبح ديدن المسلمين وشأنهم اليوم، يفكرون في جمع أكبر كمية من المال، وتحقيق أكبر إنجاز في المبيعات والربح، دون النظر إلى مشروعية هذه الأرباح.
فتكون النتيجة أن يخسر الجميع، ويهبط سوق الجميع؛ لأن هذه هي سنة الله: {فتهلككم كما أهلكتهم}.