شرح إبن أبي العز
شرح ابن أبي العز بحسب الفقرات المختارة .
1 -
[ وقوله: "وتفسيره على ما أراده الله وعلمه" إلى أن قال: "لا ندخل في ذلك متأولين بآرائنا ولا متوهمين بأهوائنا". أي: كما فعلت المعتزلة بنصوص الكتاب والسنة في الرؤية، وذلك تحريف لكلام الله وكلام رسوله عن مواضعه، فالتأويل الصحيح هو الذي يوافق ما جاءت به السنة والفاسد المخالف له، فكل تأويل لم يدل عليه دليل من السياق، ولا معه قرينة تقتضيه، فإن هذا لا يقصده المبين الهادي بكلامه، إذ لو قصده لحفَّ بالكلام قرائن تدل على المعنى المخالف لظاهره، حتى لا يوقع السامع في اللبس والخطأ، فإن الله أنزل كلامه بياناً وهدى، فإذا أراد به خلاف ظاهره، ولم يحف به قرائن تدل على المعنى الذي يتبادر غيره إلى فهم كل أحد، لم يكن بياناً ولا هدى. فالتأويل إخبار بمراد المتكلم، لا إنشاء ].
اضغط هنا للانتقال إلى شرح الشيخ سفر لهذه الفقرة ..
2 -
[ وفي هذا الموضع يغلط كثير من الناس، فإن المقصود فهم مراد المتكلم بكلامه، فإذا قيل : معنى اللفظ كذا وكذا، كان إخباراً بالذي عناه المتكلم، فإن لم يكن الخبر مطابقاً كان كذباً على المتكلم ويعرف مراد المتكلم بطرق متعددة: منها: أن يصرح بإرادة ذلك المعنى. ومنها: أن يستعمل اللفظ الذي له معنى ظاهر بالوضع، ولا يبين بقرينة تصحب الكلام أنه لم يرد ذلك المعنى، فكيف إذا حف بكلامه ما يدل على أنه إنما أراد حقيقته وما وضع له، كقوله: ((وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً)) [النساء:163] و (إنكم سترون ربكم كما ترون الشمس في الظهيرة ليس دونها سحاب) ].
اضغط هنا للانتقال إلى شرح الشيخ سفر لهذه الفقرة ..
3 -
[ فهذا مما يقطع به السامع فيه بمراد المتكلم، فإذا أخبر عن مراده بما دل عليه حقيقة لفظه الذي وضع له مع القرائن المؤكدة كان صادقاً في إخباره، وأما إذا تأول الكلام بما لا يدل عليه، ولا اقترن به ما يدل عليه؛ فإخباره بأن هذا مراده كذب عليه، وهو تأويل بالرأي، وتوهم بالهوى ]
اضغط هنا للانتقال إلى شرح الشيخ سفر لهذه الفقرة ..
4 -
[ وحقيقة الأمر: أن قول القائل نحمله على كذا، أو نتأوله بكذا، إنما هو من باب دفع دلالة اللفظ على ما وضع له فإن منازعه لما احتج عليه به، ولم يمكنه دفع وروده، دفع معناه، وقال: أحمله على خلاف ظاهره].
اضغط هنا للانتقال إلى شرح الشيخ سفر لهذه الفقرة ..
5 -
[ فإن قيل: بل للحمل معنى آخر، لم تذكروه، وهو: أن اللفظ لما استحال أن يراد به حقيقته وظاهره، ولا يمكن تعطيله، استدللنا بوروده وعدم إرادة ظاهره على أن مجازه هو المراد، فحملناه عليه دلالة لا ابتداءً ].
اضغط هنا للانتقال إلى شرح الشيخ سفر لهذه الفقرة ..
6 -
[ قيل: فهذا المعنى هو الإخبار عن المتكلم أنه أراده، وهو إما صدق، وإما كذب، كما تقدم، ومن الممتنع أن يريد خلاف حقيقته وظاهره، ولا يبين للسامع المعنى الذي أراده، بل يقرن بكلامه ما يؤكد إرادة الحقيقة، ونحن لا نمنع أن المتكلم قد يريد بكلامه خلاف ظاهره إذا قصد التعمية على السامع حيث يسوغ ذلك، ولكن المنكر أن يريد بكلامه خلاف حقيقته وظاهره إذا قصد البيان والإيضاح وإفهام مراده ، كيف والمتكلم يؤكد كلامه بما ينفي المجاز ويكرره غير مرة ويضرب له الأمثال؟!] .
اضغط هنا للانتقال إلى شرح الشيخ سفر لهذه الفقرة ..