شرح ابن أبي العز بحسب الفقرات المختارة .

1 - قال الطحاوي: [ ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر، فقد كفر، فمن أبصر هذا اعتبر، وعن مثل قول الكفار انزجر، وعلم أن الله بصفاته ليس كالبشر ] قال المصنف رحمه الله تعالى: لما ذكر فيما تقدم أن القرآن كلام الله حقيقة، منه بدا، نبه بعد ذلك على أنه تعالى بصفاته ليس كالبشر نفياً للتشبيه عقيب الإثبات، يعني : أنه تعالى وإن وصف بأنه متكلم لكن لا يوصف بمعنى من معاني البشر التي يكون الإنسان بها متكلماً، فإن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، وما أحسن المثل المضروب للمثبت للصفات من غير تشبيه ولا تعطيل باللبن الخالص السائغ للشاربين، يخرج من بين فرث التعطيل ودم التشبيه والمعطل يعبد عدماً، والمشبه يعبد صنماً، وسيأتي في كلام الشيخ: "ومن لم يتوق النفي والتشبيه زل ولم يصب التنزيه" وكذا قوله : "وهو بين التشبيه والتعطيل" أي دين الإسلام، ولا شك أن التعطيل شر من التشبيه، لما سأذكره إن شاء الله تعالى، وليس ما وصف الله به نفسه ولا ما وصفه به رسوله تشبيهاً بل صفات الخالق كما يليق به، وصفات المخلوق كما يليق به، وقوله : " فمن أبصر هذا اعتبر " أي : من نظر بعين بصيرته فيما قاله من إثبات الوصف، ونفي التشبيه، ووعيد المشبه اعتبر وانزجر عن مثل قول الكفار ] اضغط هنا للانتقال إلى شرح الشيخ سفر لهذه الفقرة ..