شرح إبن أبي العز
شرح ابن أبي العز بحسب الفقرات المختارة .
1 -
قال الإمام المصنف رحمه الله تعالى:
[ وأما كونه مبعوثاً إلى كافة الورى، فقد قال تعالى: ((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً )) [سـبأ:28] وقال تعالى: ((قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً )) [الأعراف:158] وقال تعالى: ((وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ)) [الأنعام:19] أي: وأنذر من بلغه، وقال تعالى: ((وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً)) [النساء:79] وقال تعالى: ((أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ)) [يونس:2]، وقال تعالى: ((تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً)) [الفرقان:1] وقال تعالى: ((وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ)) [آل عمران:20]، وقال صلىالله عليه وسلم: ( أعطيت خمساً لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس عامة ) أخرجاه في الصحيحين.
وقال صلىالله عليه وسلم: ( لا يسمع بي رجل من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار ) رواه مسلم، وكونه صلىالله عليه وسلم مبعوثاً إلى الناس كافة معلوم من دين الإسلام بالضرورة.
وأما قول بعض النصارى: إنه رسول إلى العرب خاصة، فظاهر البطلان، فإنهم لما صدقوا بالرسالة لزمهم تصديقه في كل ما يخبر به، وقد قال: إنه رسول الله إلى الناس عامة، والرسول لا يكذب، فلزم تصديقه حتماً، فقد أرسل رسله وبعث كتبه في أقطار الأرض إلى كسرى وقيصر والنجاشي والمقوقس، وسائر ملوك الأطراف، يدعو إلى الإسلام ].
اضغط هنا للانتقال إلى شرح الشيخ سفر لهذه الفقرة ..
2 -
[ وقوله: وكافة الورى في جر ((كَافَّة)) نظر، فإنهم قالوا: لم تستعمل ( كافة ) في كلام العرب إلا حالا، واختلفوا في إعرابها في قوله تعالى: ((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ)) [سـبأ:28] على ثلاثة أقوال:
أحدها: أنها حال من (الكاف) في ( أرسلناك ) وهي اسم فاعل، والتاء فيها للمبالغة أي: إلا كافاً للناس عن الباطل، وقيل: هي مصدر (كف) فهي بمعنى (كفاً ) أي: إلا أن تكف الناس كفاً، ووقوع المصدر حالاً كثير.
الثاني: أنها حال من الناس واعترض بأن حال المجرور لا يتقدم عليه عند الجمهور، وأجيب بأنه قد جاء عن العرب كثيراً فوجب قبوله، وهو اختيار ابن مالك رحمه الله، أي: وما أرسلناك إلا للناس كافة.
الثالث: أنها صفة لمصدر محذوف، أي: رسالة كافة، واعترض بما تقدم أنها لم تستعمل إلا حالاً.
وقوله: ( بالحق، والهدى وبالنور والضياء ) هذه أوصاف ما جاء به الرسول صلىالله عليه وسلم من الدين والشرع المؤيد بالبراهين الباهرة من القرآن وسائر الأدلة. والضياء: أكمل من النور، قال تعالى: ((هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُوراً )) [يونس:5] ] .
اضغط هنا للانتقال إلى شرح الشيخ سفر لهذه الفقرة ..