في ظل الصراع بين الإسلام والغرب الذي تتضح ملامحه يومًا بعد يوم، وتجتهد قوى مؤثرة في الغرب في إيقاده، يبدو جهل الغرب بالإسلام من أهم أسباب إخفاقه في التعامل مع قضايا الصراع, حيث يتعامل وفقًا لصورة نمطية مقتضبة.ولكيلا نقع في الخطأ نفسه, ينبغي للأمة الإسلامية أن تعرف خصمها معرفة مفصلة, بدلًا من النظر إليه باعتباره كتلة واحدة ذات توجهٍ واحد, ومن أهم أسباب المعرفة المطلوبة: ربط اتجاهات الصراع بأصولها العقدية, وقياس مدى تأثير تلك الأصول في توجيه الصراع, لاسيما وقد بدأ الغرب يتمايز، وقد تزيده المرحلة القادمة تمايزًا.وهذه المقالة تلقي الضوء على طائفة
نصرانية تكاد تكون مجهولة لدى المسلمين, مع أهميتها عقديًّا وعراقتها تاريخيًّا؛ فقد كان منها خمسة من رؤساء
الولايات المتحدة، فضلًا عن حضورها الثقافي والسياسي في الساحة الأمريكية, فهم يمثلون دينيًّا النقيض للحركة الأصولية المتطرفة, وهم في الجملة محسوبون كجزء من التيار الليبرالي الذي لا يرى صراع الحضارات حتمًا, ويرفض المشروع الصليبي المسمى (الحرب على الإرهاب).