السؤال: فضيلة الشيخ! منذ زمن ونحن نتحدث عن النهضة النسائية, وإلى اليوم لم نر مناراتها, هل هناك خلل يا ترى في طرائق التربية والتوجيه الحالية أم أن المسألة مسألة وقت؟
الجواب: إذا كان السؤال ينطلق من رؤية: أن كل ما نعمله فهو في دائرة التقصير، وحاجة الأمة إلى أكثر منه, فهذا صحيح، أما إن كان لا قدر الله في دائرة الإحباط, وأنه لا شيء, فهذا غير صحيح.
ولنفترض أن المقصود هو الأول، يعني: لابد أن ننظر إلى أعمالنا نظرة التقصير والنقص، ولذلك ننصح كل أحد بالاشتغال بعيوبه، ومن ذلك: ألا يشتغل حتى بالدفاع عن نفسه إذا كان ذلك يجعله يدافع وينسى الدعوة، أو يؤثر على ضعف إنتاج دعوته، بمعنى: اغتنام كل فرصة, وكل وقت من أجل القيام بهذا الواجب بكل الوسائل؛ بالعلاقة الطيبة.. بالكلمة الطيبة.. بالإحسان.. بالمعروف.. بأي وسيلة، حتى الذي لا يجد شيئاً كالعجوز المقعدة التي لا تجد مالاً مثلاً ولا وسيلة لنصرة الدين، هذه عندنا لها باب ممتاز جداً, وهو الدعاء، وفي الحديث: ( إنما تنصرون وترزقون بضعفائكم )، فنقول لها: صلي وصومي وتعبدي وادعي الله كل يوم، ادعي الله لإخواننا في العراق وفي فلسطين ادعي الله لمشروعنا أن ينجح, ادعي للمركز هذا أن يستمر، لا نستهين بالدعاء.
إذاً: كل طاقة يمكن أن نوظفها, وكلنا سنظل في دائرة النقص، ولذلك هي ليست في حق النبي صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة بالنقص الذي في حقنا.
وحتى تتضح الصورة: فإن الله سبحانه وتعالى يريد أن بعضنا يبني على ما أثره عن الآخر، فالنبي صلى الله عليه وسلم بلغ الدين وأدى الأمانة والرسالة، ثم جاء الصحابة فقاتلوا المرتدين وفتحوا البلاد، ثم جاء التابعون وعلموا الدين لكثير من البلاد التي فتحها الصحابة.
لاحظ كيف جهد يبنى على جهد, فالآن الحمد الله أنا أعتبر؛ لأن الموجود الآن أساس كبير جداً, وقاعدة قوية جداً لانطلاقة إن شاء الله على مستوى العالم.
أضف تعليقا
تنويه: يتم نشر التعليقات بعد مراجعتها من قبل إدارة الموقع