كيفية حماية الداعيات المبتدئات من ظاهرة التفسيق والتبديع
السؤال: يا شيخ! بالنسبة لموضوع التبديع والتفسيق يوجد بعض الأخوات والنساء خصوصاً المبتدئات فيهن عاطفة, فكيف تكون حماية هؤلاء, وقد تكون هناك أنشطة ومن خلالها تطرح مثل هذه الأمور؟الجواب: مثل هؤلاء المبتدئات أو حديثات العهد بالتدين نوعان:النوع الأول: نوع بطبيعته يميل إلى الحدة والعجلة, ولديه مشكلة يمكن من الصعب علاجها.النوع الثاني: نوع آخر فقط من باب أنه مغرر به يعني: أنه تأثر, فنحن نعمل مع هذا ومع هذا بما يناسبه.والأدواء سواء كانت أدواء للبدن أو المجتمع قد تذهب المرض؛ لكن يبقى في الجرح ندبه، هذا قدر الله سبحانه وتعالى، فيه طائفة ((وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا))[الأنعام:25].. هؤلاء موجودون ولا بد منهم، لكن هذا لا يجعلنا نيأس، فكثير من الناس بهم نوع من التغرير, ونوع من الجهل, ونوع من المجازفة. بمعنى آخر: الإعداد الإيماني الصحيح المتدرج في المراكز التربوية وفي البيوت هذا يجعل الإنسان أو الفتاة تعيش في عالم آخر، يستنكر هذا لمجرد أن يسمع عنه ولو كان في حق عامي.الله سبحانه وتعالى لما وضع هذه الزواجر، فمن قال لأخيه: يا كافر! والعياذ بالله كلمة خطيرة جداً، ووضع زواجر في مجال العرض؛ إما أربعة شهود وإلا الحد في ظهرك، فهذه زواجر وحدود، ويترتب عليها دعاوى شرعية وأحكام، وكل ذلك حتى تنبهنا أن هذا الموضع موضع خطر، أما الكلام عن ظاهرة عامة فلو تكلم أحد عن البدع فهذا جيد, ونحن نشجع عليه, ودائماً نوصي الأمة بالسنة, وننهاها عن البدعة؛ لكن أن تبدع فلاناً بغير حق أو تكفره أو تفسقه أو تضلله لهوى، هذا هو عين التحزب -طبعاً كل كلامنا في دائرة أنهم الدعاة.وأنا أؤكد لكم أن هناك روافد أخرى لا تدخل في مجال الدعوة إلى الله، وهذه الروافد لا أحب الحديث عنها كثيراً, ولننتقل من الرافد المحلي لها إلى الرافد الخارجي، وأضرب لكم مثالاً فقط لأجل ضيق الوقت: أعتمد في الخارجية الأمريكية ما سموه هم "new salavism" "السلفية الجديدة" والسفلية بريئة من هذا، أعتمد هذا المنهج في الخارجية الأمريكية بوثائق وعُمم. فعُمم على القذافي وعلى الجزائر، وعمم على بعض الدول العربية, وتقبلته وأصبحت تحاول أن تعين الأئمة ممن يعتنق هذا الفكر، الذي يقول: إن أمريكا "أهل كتاب"، وأن طالبان مشركون، وأن القائمين في العراق لا خير فيهم, وينزل ذلك حتى يصل للدعاة، فهذا الفكر يعتمد غربياً على أساس أنه مطية يمتطيها أعداء الله سبحانه وتعالى، وتكفي هنا الإشارة.