القول بأن تحديد يوم لمحاضرة أسبوعية أو شهرية والاستفادة من النشرات من البدع
السؤال: فضيلة الشيخ! بالنسبة لمسألة تحديد أول يوم من الأسبوع أو أي يوم آخر لمحاضرة, أو الاستفادة من النشرات أو المطويات وما أشبه ذلك يؤسفنا جداً أن نجد من يقول: إن هذا من البدع! فما رأي فضيلتكم؟!الجواب: الحقيقة إذا وصلنا من التفكير إلى هذا المدى فنحن مثل من يلقي السلاح للعدو في المعركة بسلام وبهدوء، وما هكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم، ولا هكذا كان أصحابه على الإطلاق. النبي صلى الله عليه وسلم ثبت في حديث ابن مسعود (أنه كان يعظ أو يذكر الناس كل خميس)؛ إذاً هو حدد يوماً، ومع ذلك لم يقل أحد من العلماء: يسن التذكير كل خميس! لماذا؟ لأنهم عرفوا أنها ليست قضيتها قضية أنه خميس، فهو رأى أن ذلك يناسب، فلو جعلناه نحن كل يوم فلا مشكلة في ذلك، أو جعلنا ذلك كل أحد أو كل ثلاثاء, أو أول يوم من كل شهر حتى تنضبط فلا إشكال في هذا، والسلف لم يتحدثوا أبداً عن مثل هذه الأمور أنها تدخل في باب البدع أو غير البدع، إنما هذه مما جعل عاماً للناس. أما مسألة الوسائل فأعتقد أن كثيراً من الأخوات التي يمكن أن يقلن هذا الكلام, لولا أنها قرأت نشرات وسمعت أشرطة ما اهتدت هي بنفسها، فيجب أن نعلم أن من الافتراء على الله, ومن أخطر الذنوب التي نرتكبها جميعاً أن نحرم ما أحل الله عز وجل، أو نحلل ما حرم الله, (( وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ ))[البقرة:169], (( وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ))[النحل:116], فمن أخطر الأمور أن نقول: هذا حلال أو حرام أو بدعة بدون دليل؛ لأن هذا تشريع، ونسبة شيء إلى الشرع لا بد أن تكون من الشارع, أو ممن هو على دليل وبرهان واضح من الأدلة الشرعية، فتوزيع الأشرطة أو النشرات أو المطويات لا يشك أحد في فائدتها وأهميتها، وأظن أن ليس هناك أي إنسان له فطرة سليمة يناقش في ذلك، إذاً لا يصح الاحتجاج بأنه لم يكن في أيام النبي صلى الله عليه وسلم نشرات أو مطويات؛ لأننا نقول: أيضاً لم يكن في أيامه مطبعة، بل هذا الفاكس الذي جاء السؤال عليه ما كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم؛ وأيضاً الحج والعمرة الآن أصبح بالطائرات والقطارات أفضل، فهل لا بد أن تكون على الجمل مثلاً؟ إذاً الوسائل هذه لا تدخل أبداً في هذا، ومن لديه فهم صحيح معتدل في الكتاب والسنة يعرف الفرق الواضح جداً بين هذا وذاك.