التساؤل الخاطئ الذي توضع فيه قضية المرأة
الشيخ: أنا أريد ألفت النظر إلى مسألة واحدة فقط، يمكن أن تكون مدخلاً لكثير من البحوث التي تتعلق بمسألة المرأة، وهي أيها الإخوة والأخوات: أن السياق الذي توضع فيه قضية المرأة هو خطأ من أصله, بمعنى آخر: إذا كان السؤال خطأ فمن المحتمل إذا أجبت عليه أن تخطئ؛ بل لا بد أن تخطئ إذا كان السؤال نفسه خطأ، ونحن الآن وُضِعْنا أمام الغرب والعالم, وفي وسائل الإعلام, وفي العداء الخارجي من جهة، وما يكتبه المنافقون من أبناء الإسلام أو المنتسبين إليه من جهة أخرى، وُضِعْنا في السؤال الخطأ. السؤال الخطأ هذا هو: هل أنتم مع المرأة أو ضد المرأة؟وهكذا كل ما يتفرع عن هذه القضية فهي يمكن أن تصنف بهذا الشكل، حتى في لقاءات مع كبار سن أو مع صغار أو مع مثقفين؛ وعندما تصنف الحكومات أو الأنظمة أو القوانين؛ وعندما يُتَحَدث عن أعمال خيرية أو دعوية .. إلى آخره، تصبح القضية: أنت مع المرأة أو ضد المرأة ؟! والسؤال خطأ والإجابة غالباً ما تكون خطأ؛ لأن السؤال خطأ. وأذكر من الأمثلة البسيطة: لما كنا في مراحل الدراسة الأولى كان المدرس إذا أراد أن يختبرنا مثلاً يقول: عاصمة بريطانيا هي باريس أو مدريد؟ فإذا أجبت بأي الجوابين أنت مخطأ طبعاً؛ لأنها ليست لا هذه ولا هذه. وهكذا في كثير من العلوم.من هذه البدايات البسيطة نستنتج الخطأ؛ عندما توضع المجتمعات الإسلامية وتدمغ بدمغة تاريخ طويل من الصراع الفكري والحزبي والجنسي -يعني: بين الجنسين- في الغرب، ويراد منا نحن أن نحدد موقفاً معيناً من قضية نحن لم نشارك فيها؛ ولم نخضها، ولا علاقة لها بتاريخنا ولا بديننا ولا بقيمنا، ولكن مطلوب منك أن تجيب بنعم أو لا!.لو كان السؤال بشكل آخر, لو كانت المسألة مسألة مع أيٍ تقف أنت، ولا نقول: المرأة أو الرجل؛ بل هل أنت مع الظالم أو مع المظلوم؟ فلا يختلف اثنان أبداً في الجواب: أنه يجب أن نكون -من أي مسلم بالذات- نحن مع المظلوم على الظالم، نحن ننصر المظلوم بقدر ما نستطيع أياً كان.