هل ذلك لأن هذه الآية غريبة في ذاتها كما يظن البعض؟! لو أن ذلك لأنها آية غريبة أو لم تصدقها عقولهم أو لم تتواتر لديهم ربما يقال ذلك، الحقيقة أن ذلك ليس بغريب؛ فإنه موجود من الأسفار المحفوظة والموجودة في التوراة الحالية في العهد القديم في سفر دانيال حادثة مشابهة مماثلة ليست لنبي من الأنبياء؛ وإنما لثلاثة من الشباب المؤمنين بالله تبارك وتعالى في أيام بختنصر؛ رفضوا أن يعبدوا إلا الله عز وجل, ورفضوا أن يتقربوا إلى الملك، ففي سفر دانيال أن هؤلاء الثلاثة جاء بهم الملك، فأوقد ناراً وألقاهم فيها؛ فجعلها الله تعالى عليهم برداً وسلاماً، فعجب الملك وذهل من ذلك وقال: مبارك الله.. مبارك رب هؤلاء الذين أنجاهم من النار, وكان هذا كأنه علامة إيمان لـبختنصر بعد أن رأى هذه الحادثة العجيبة.
إذاً: جنس الحادثة ونوعها موجود في التوراة فلمَ يوجد هذا لأتباع الأنبياء ولا يوجد لخليل الرحمن؟! وهو لا مقارنة بينه وبين هؤلاء! التساؤل هذا يثور عندما نتأمل ونتعجب أن هناك انتقائية في كتابة ما يريد هؤلاء أن يكتبوه, وفي حذف أو تحريف ما يريدون أن يحذفوه أو يحرّفوه، على أن المصادر الأخرى غير الموجودة والمعروفة الآن -وهي المصادر التي يمكن أن نعتبرها شروحاً, ومنها المدراش أو المدرسة أو الشروح التي تضعها الأحبار والرهبان على التوراة وعلى الكتاب المقدس- نجد أن الحادثة والقصة مذكورة فيها، فإذاً ما معنى ذلك؟
أضف تعليقا
تنويه: يتم نشر التعليقات بعد مراجعتها من قبل إدارة الموقع