آدم عليه السلام
إذا أردنا أن نبتدئ من تاريخ النبوة الحقيقي فهو كما تقدم يبتدئ في الحقيقة من نبوة آدم عليه السلام، وقد تقدم الحديث في حلقات أولى عن المنزلة التي جعلتها الكتب المحرفة لآدم عليه السلام, ومن ثم للجنس البشري، فهي لم تثبت له من الكرامة والمنزلة ما جعله الله تعالى له، وذكرنا على سبيل المثال: أن من يقرأ الكتاب المقدس يرى أن هناك تعمداً لتجهيل آدم عليه السلام, وتجهيل الجنس البشري، بحرمانه من الأكل من شجرة معرفة الخير والشر، وتقدمت الإشارة إلى ذلك، وأثر ذلك في التفكير اليوناني والفلسفي الغربي, ومع أن الكتاب أو العهد القديم -التكوين السفر الأول منه- ذكر أن الله تعالى علم آدم أسماء كل شيء، إلا أنه لم يورد ذلك كما ورد في القرآن بنفس المستوى من السمو والعلو، ومن اختبار أو امتحان الملائكة به الذي يظهر الكرامة والمنزلة التي جعلها الله تعالى لآدم عليه السلام.